يا طيبة هلّت أنوارك شبهنا ليلك بنهارك، يا ربي سلّملي وبارك على كل ساكن بجوارك، كلمات رغم بساطتها وسهولة مفرداتها إلا أنها تعني الكثير من المعاني الجميلة التي ترتبط بهذه البقعة المباركة الطاهرة الطيبة. إنها طيبة التي طيّبها الله وأعلى شأنها وذكرها، هي سيدة البلدان مثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كلمات شدت بها طفلة من المدينة ومن ذلك الزمن الجميل البعيد القريب لا زالت تلك الكلمات محفورة في ذاكرتي كلما أقبلت على مدينتي التي أحبّ وجدت لساني يرددها لا شعوريا وبدموع العين فرحا وطربا لوصولي إلى متنفس الروح سواء كنت قادمة إليها براً أو جوا. قبل يومين ..استقبلت عبر البرودكاست بعضا من أغاني وأناشيد أطفال المدينة وكانت هذه الأنشودة من بينها ووجدتها فرصة مناسبة لأبعث بتحية لكوكبة من الإعلاميين والملحنين والمخرجين وكتّاب الكلمة البسيطة جدا والعميقة في معانيها والذين تركوا بصمة لا تنسى في عالم الأطفال حتى أصبح لأطفال المدينة علامة بارزة ومثالا لروعة الأداء والصوت الجميل العذب واللحن المتقن والكلمات الهادفة بدءا من أنا عطشان لموية عروة والعين الزرقا، وعنبي يا عنبي يا أحبابي، ويا بابا يا غالي وإحنا بنات المدينة حشمة وحيا كله فينا، وألفين مبروك يا ناجح وغيرها كثير.. تحية للكاتب المعروف مدني شاكر الشريف وللملحن محمد النشار والملحن أحمد الشيخ والمخرج القدير حمزة قنديل، من كان منهم حيّاً متعه الله بالصحة والعافية ومن كان ميتاً فنسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته. لي تجربة لا أنساها مع أطفال المدينة تعلّمت منها الكثير والتي صقلت قدراتي وعززت ثقتي بنفسي. وعلّمتني أصول وفنون الإلقاء والخطابة. شكرا لأبي الذي أتاح لي هذه الفرصة لأنضم لركب أطفال المدينة في ذلك الزمن الجميل. شكرا لموقع اليوتيوب الذي سمح لنا أن نسترجع شيئا من ماضٍ نشتاق إليه كثيرا. كم أحبكِ مدينتي وكم أعشق هواك وترابك الطاهر، ستبقين دوما وأبدا حبي الخالد الذي يجري في عروقي، أنت (طيبة) التي نعشقك ونهواك. كم أتمنى أن يعمل المهتمون بشأن الطفولة وإعلام الطفل على توثيق هذه الأعمال والكلمات الرائعة وتخليد ذكر كل من كتب ولحّن وأخرج هذه الأعمال عبر سنوات من عمر الزمان، وتحية للقائمين على القناة الأولى الذين عملوا على استحداث برنامج باسم (الزمن الجميل) والذي يستعرض عدداً من الأعمال القديمة الخالدة في روعتها وبساطتها وأصالتها. أختم بكلمات للشاعر طارق أنور الحريري وهو يتحدث باسم المدينة: أنا المدينة من في الكون يجهلني أيُجهل النجم في الليل إذا اشتعلا أنا المدينة من في الكون يجهلني وقد منحت المدى مجدا وصرح علا أنا المدينة من في الكون يجهلني وفوق أرضي ماء الحق قد هطلا أنا المدينة قلبي بالهدى غُسلا وهدب عيني بنور المصطفى كُحلا نثرت وردي على الدنيا يعطرها وما زال بهي الطيب ما ذبلا تظل شمسي طول الدهر مشرقة وكوكبي ساطع الأنوار.. ما أفلا أنا الجميلة.. من في الحسن يقربني وأشرف الخلق وسط القلب قد نزلا أنا المنورة الفيحاء.. يعرفني جميع من كبر التوحيد وابتهلا أنا المنورة الغراء.. ذا أحدي به جعلت صروحا للنهى طللا اللهم أحينا حياة طيبة مباركة في رحاب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمتنا فيها ميتة سوية، واجعلنا من أهلها أحياءً وأمواتا، واكتب لنا دفناً ببقيع الغرقد بجوار سيد المرسلين وصحبه الكرام وآل بيته وأمهات المؤمنين، واجعلنا ممن يشفع لهم حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.