اعتبر عبده الجندي نائب وزير الإعلام اليمني مقتل أنور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة ضربة قوية للتنظيم الإرهابي لن يتعافى بعدها. ووصف الجندي في حوار مع «عكاظ» استهداف منزله في العاصمة صنعاء بأنه عمل إرهابي جبان. وحذر المعارضة من إيقاظ المؤتمر الشعبي العام الحاكم واصفا إياه بأنه عملاق نائم. وثمن الدعم اللوجستي الذي تقدمه المملكة للأجهزة الأمنية اليمنية للقضاء على الإرهاب، وفيما يلي نص الحوار: • في تقديركم ما انعكاسات مقتل أنور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة على أمن اليمن والمنطقة بشكل عام؟ نحن نتابع بشكل حثيث مقتل هذا الإرهابي الذي كان سيدخل اليمن في مراحل خطيرة. والمعلومات المتوفرة لدينا تؤكد مقتله في ضربة جوية في صحاري في محافظة الجوف نفذها سلاح الجو اليمني بطلب من الأجهزة الأمنية بعد عملية متابعة ومراقبة دقيقة، فقد كان العولقي يشكل تهديداً للأمن في اليمن والمنطقة والعالم بأسره بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة. وتمثل هذه العملية ضربة قوية لتنظيم القاعدة لا أعتقد أنه سيتعافي بعدها. وهي أيضاً رسالة لكل من يزعم أن الأجهزة الأمنية اليمنية نائمة ولا تعمل بشكل قوي. ورد لكل «المتمردين» مفاده أن السلطة لا تزال قوية وقادرة على القضاء على أي تمرد وخروج على الشرعية الدستورية. ولا يمكن أن أنسى الدعم «اللوجستي» الذي تقدمه المملكة للأجهزة الأمنية في اليمن للقضاء على الإرهاب سواء في هذه العملية أو في تطهير زنجبار من فلول تنظيم القاعدة. وهذا يعود إلى العلاقة القوية والتعاون الأمني المشترك بين الأجهزة الأمنية في بلادنا والمملكة والذي كانت نتائجه جيدة وأثمرت القضاء على العولقي اليمني الذي يحمل الجنسية الأمريكية. • ماذا يعني استهداف منزلكم في صنعاء، وما الجهة التي تقف وراء ذلك الاعتداء؟ هذا عمل إرهابي وجبان. ولا يمكن وصف أي شخص يقوم بمثل هذا العمل إلا بالإرهابي والجبان، خصوصا أن الانفجار أدى إلى إصابة ثلاثة من مرافقي أحدهم جروحه خطيرة. وهذه العملية ليست الأولى من نوعها، فقد وقعت انفجارات مماثلة في الأيام الماضية. وهذا هو الثالث ولا أدري ما الذي يريده مني من يحاول أن يفجر أمام منزلي. • ما العلاقة التي تربط القيادي الناصري عبده الجندي بالرئيس صالح؟ أنا أقل الناس استفادة من الرئيس علي عبدالله صالح، لكنني الأكثر وفاء له لشعوري أنه أفضل من جميع المعارضين له. ولا يوجد في المعارضة من هو أكثر حرصاً على مصالح الشعب اليمني من الرئيس، لكنه وقع بين فكي كماشة لهؤلاء «الوحوش» فكبلوه في الداخل وكبلوه في الخارج وستثبت الأيام أن الرئيس تعرض لأكثر من محاولتين للقتل من قبل أقرب الناس إليه ومن كان يعتبره بمثابة أخيه. • تقصدون قائد الفرقة أولى مدرع المنشق علي محسن الأحمر؟ لا تحرجني. لا يوجد غيره، لأن إخوة الرئيس الحقيقيين إذا أرادوا أن يصلوا إلى الرئيس كان لا يتم ذلك إلا عبر علي محسن الأحمر. • تشير التطورات الأخيرة إلى عودة أزمة اليمن إلى مربع الصفر، فما رأيكم؟ حقيقة الرئيس علي عبدالله صالح قدم كل ما لديه من حلول وتنازلات للمعارضة. ويرفض أن تتحول اليمن إلى بؤرة للإرهاب والحروب ولذا يطالب بألا تعمل أي جهة من أطراف الأزمة خاصة «متمردي» الجيش والقبائل بالترشح وإدخال البلاد في أتون حرب وأزمات. وهو متمسك بتحقيق مصالح الشعب عبر انتخابات رئاسية بعيدة عن المشاكل والأزمات التي يختلقها بعض الأطراف. ولم يرفض الحلول الوسطى، ودعا إلى حوار وانتخابات مبكرة وفقاً للمبادرة الخليجية إلا أنه يطالب بأن تتغير بعض بنود المبادرة الخليجية بما يتوافق مع كون الهيئة الناخبة هي المخول لها اختيار الرئيس. ولا يحق للرئيس أن يقدم استقالته إلا إليها، بحيث يتم تعديل البند الخاص بالاستقالة في المبادرة الخليجية إلى تفويض نائبه للدعوة لانتخابات مبكرة. ولن يترشح الرئيس فيها لأنه سيكون استكمل فترته المحددة بالدستور. • بعد عودة الرئيس صالح لليمن، ما أهمية تفويض نائبه خصوصا أن المعارضة متمسكة بتوقيع الرئيس على المبادرة الخليجية؟ عودة الرئيس لا تغير في الأمر شيء. فنائب الرئيس هو المفوض بالتوقيع على المبادرة الخليجية بقرار أصدره الرئيس في وقت سابق. ويرفض نائب الرئيس نقل السلطة إليه وفقاً للمبادرة الخليجية، فهو يرى أن بقاء الرئيس رمزاً يشكل دعماً له في حالة النقل الكامل للسلطة، إضافة إلى أن نقل السلطة بهذه الطريقة لا تجوز كوننا بعد عامين سندخل في مشاكل مع المعارضة وقد شككت في جدول الناخبين سابقاً وهو ما يجعل احتمالية الدخول في أزمة جديدة بعد العامين واردة. • هل يعني ذلك أن الحوار بين نائب الرئيس والمعارضة غير وارد؟ بحسب ما قرأته من تصريحات للمعارضة يبدو أن نائب الرئيس يحتاج لقلب صلب لإجراء حوارات مع المعارضة فهم في كل ساعة لديهم رأي. ويتلاعب قادة سياسيون بآرائهم، كون الممول للمعارضة يسعى لأن يكون رئيساً للبلاد. وهو ما يجعلنا نربط ترشيح نجل الرئيس أو أحد أقاربه للانتخابات بترشيح هذا الممول وهو حميد الأحمر أو علي محسن للرئاسة. وسنرى لمن ستكون الغلبة فموقفنا واضح. والديمقراطية لم تحتج يوماً على ترشح بوش الابن لرئاسة أمريكا. • هدد الرئيس صالح بالنزول إلى الشارع في حالة تسليمه للسلطة، هل يعني ذلك أنه لن يعتزل العمل السياسي؟ الرئيس لن يعتزل العمل السياسي حتى في حالة إجراء انتخابات رئاسية وتسليمه للسلطة، فإنه سيظل رئيساً للحزب وسيكون له دور كبير في اختيار مرشح الرئاسة. قد يكون عبد ربه منصور هادي أو غيره. ولن نستخدم المعارضة الهدامة إلا في حالة سقوط السلطة بطريقة غير ديمقراطية تفرض علينا الرد بنفس السلاح ونجرعهم من نفس الكأس وحينها لن تتحمل البلاد شهرا واحدا. وهذا سيكون من منطلق الدفاع عن النفس فحزب المؤتمر الشعبي العام عملاق نائم ولذا أحذر من إيقاظه. وأنا على ثقة بأنهم «المعارضة» لن يحكموا البلاد أسبوعا واحدا. وهناك من يتحدث أن هذه ثورة وهي ليست كذلك، خصوصا أن عصر الثورات انتهى والعهد حالياً للشرعية الدستورية وفتح المجال أمام التعبير بالأساليب الديمقراطية غير الهدامة. • ما حجم الضغوط الدولية التي تمارس على النظام اليمني؟ حقيقة نحن في السلطة نتعرض لضغوط دولية مكثفة للقبول بالمبادرة الخليجية. ولم ندرأ هذه الضغوط إلا بالاحتكام إلى الديمقراطية، خصوصا أن الدستور والقوانين النافذة في البلاد من صنع حزب الإصلاح الذي يقود المعارضة اليوم وبصماته فيها أكثر من حزب المؤتمر لما ورد فيها من تمسك بالشريعة الإسلامية. ونحن نعمل حالياً على منع الأقلية من اغتصاب السلطة بطريقة فوضوية، كما أن الاعتصامات هي وسيلة ضغط لإجراء حوارات سياسية، بهذا نحن منحناها مأربها وأبدى الرئيس في خطابه استعدادا للحوار الجاد إلا أن ساسة المعارضة يتملصون من ذلك ويحملوننا المسؤولية. • فيما يتعلق بمحاولة اغتيال الرئيس صالح، هل صحيح أن هناك ضغوطا لمنع إعلان نتائج التحقيق في الحادثة. نتائج التحقيقات ستحال عاجلا أو آجلا إلى النيابة، وسيعلن عنها، وهذا يعود لجمع الاستدلالات من قبل لجنة مشتركة يمنية أمريكية. وحسب علمي فإن هناك قنابل كثيرة استخدمت في الهجوم، منها صواريخ «القوقاز» ومهمتها ليس إصابة المباني وإنما قتل البشر، ولا يمكن أن يكون من وضعها يوماً من الأيام رئيساً لبلادنا. والرئيس يشدد على ضرورة إحالة الملف إلى النيابة بعد استكمال كافة المراحل بحيث يشمل كافة المجرمين والمجني عليهم.