أجبرت المنافسة القوية المستعرة بين حملات الداخل لحج الموسم المقبل، الحملات على الإبقاء على أسعار الموسم الماضي دون تغيير، وذلك رغم ارتفاع قيمة السكن والمواصلات والخيام والمواد الغذائية وغيرها من المصاريف الأخرى. وقال متعاملون إن الوضع الراهن لن يستمر في العام المقبل، حيث ستضطر الحملات في تسعيرة موسم حج 1433ه لتكاليف الحج بمقدار 20 في المائة، نظرا لاستمرار مؤشرات الارتفاعات الشاملة التي تطال مختلف مفاصل الحياة في مكةالمكرمة، مضيفين أن بعض الحملات خفضت سعرها ليصل إلى 7450 ريالا مقابل 8500 ريال، تحت عنوان «عروض خاصة بمناسبة شهر رمضان»، فيما يكمن السبب الحقيقي في وجود منافسة قوية من الحملات الأخرى التي أبقت أسعارها دون تغيير وهو 7500 ريال. وذكر علي شهاب (مستثمر) أن تكاليف الحج تتراوح بين 7450 و12 ألف ريال، كما أن الرحلة بالحافلة تختلف عنها بالطائرة، وإذا كانت الرحلة مقتصرة على مكةالمكرمة تكون أقل سعرا من الرحلة الشاملة مع المدينةالمنورة، مؤكدا في الوقت نفسه، أن الإقبال في الموسم الحالي أكثر من المواسم الماضية، فنسبة الإقبال على التسجيل مع انقضاء شهر رمضان المبارك في المواسم الماضية لا يتجاوز 30 إلى 40 في المائة فيما تجاوز هذه السنة 70 في المائة. وأضاف أن الموسم الحالي سجل زيادة كبيرة في أجور السكن في مكةالمكرمة، بحيث وصلت إلى 45 في المائة مقارنة مع المستويات في الموسم الماضي، ليصل سعر العمارة إلى 650 الف ريال مقابل 450 ألف ريال في العام الماضي، بينما بلغت قيمة نسبة الزيادة في أجور الخيام في مشعر منى إلى 28 الف ريال مقابل 20 الف ريال للخيمة الواحدة (16 مترا) لمدة ثلاثة أيام، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سعر المواصلات، حيث عمدت شركات النقل إلى زيادة قيمة العقد بمقدار ثلاثة آلاف ريال (12 في المائة) ليصل إلى 28 ألف ريال مقابل 25 ألف ريال للحافلة الواحدة طيلة أيام الحج. وأضاف أن الارتفاع طال كذلك مختلف المواد الغذائية، فاللحوم لا تزال تسجل زيادات متواصلة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المواد الأخرى، فضلا عن الحلويات التي تقدم للحجاج في الحملات، إذ عمدت بعض الحملات للتعاقد مع مصانع حلويات لتقديمها بعد الوجبات الرئيسية، خصوصا أن نظام البوفيه المفتوح بات السمة الرئيسية لدى الحملات لاستقطاب الحجاج. وأشار إلى أن طاقم الطباخين طالب في الموسم الحالي بزيادة الأجور بنسبة 50 في المائة ليصل إلى ستة آلاف ريال مقابل أربعة آلاف ريال للشخص الواحد، مضيفا أن الزيادة الجديدة التي شملت كل الأمور رفعت تكلفة الحاج الواحد إلى 800 – 1000 ريال، ما يحتم على حملات الداخل إعادة تقييم الأسعار في الموسم المقبل بما ينسجم مع التطورات المتلاحقة التي أسهمت في ارتفاع الكثير من السلع والخدمات المقدمة.