خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى الذي تضمن قرارات مهمة متعلقة بحق المرأة في عضوية مجلس الشورى والمجالس البلدية، كان خطابا شافيا أنسنا به كما أنسنا بإطلالته وصوته حفظه الله، حيث استهل خطابه بذكر الخلفية التي استند إليها في قراره ألا وهي الرجوع لأصحاب العلم الشرعي وتأصيله الشرعي لدور المرأة في إبداء الرأي والمشورة والمشاركة في اتخاذ القرار، حيث جاء القرار الحكيم ليضع المرأة السعودية المسلمة في المكانة التي تليق بها وتنسجم مع مكانة المرأة في تاريخنا الإسلامي الناصع، الذي سبقت فيه المرأة المسلمة غيرها عندما شاركت في قرارات مصيرية إبان عهد النبوة مرورا بعهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم والأمثلة على ذلك عديدة، أشار إلى نماذج منها خادم الحرمين الشريفين في خطابه، كما أكد حفظه الله على ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية متبرئا من المخالفين لتلك الضوابط، محملا إياهم مسؤولية مخالفتهم لضوابط الشرع المعتبرة، والتي تلتزم بها المملكة قيادة وشعبا، وقد كان لهذا الوضوح في البيان وأنه إنما بنى قراره على ما تؤمن به القيادة وتعتقده ديانة للرب عزل وجل وما تؤمن به من دور المرأة المسلمة في المشورة، وأنه مبدأ أصيل في تاريخنا الإسلامي ما من شأنه سد الباب أمام بعض التفسيرات والأصداء الخارجية المشوهة التي طالما تدخلت في الشؤون الخاصة بالمرأة في بلادنا لأغراض وأجندات لم تعد تخفى على أحد. لفت نظري وأنا أتابع تغطية الإعلام المحلي لردود الفعل على القرار، أحد مذيعي القنوات الفضائية عندما استهل الفترة الإخبارية بتساؤل عن ردود الفعل العالمية على القرار الملكي، وظل يكرر التساؤل بشكل ملح على ضيوفه وكأن ما يهمنا في هذه المرحلة هو ردود الأفعال العالمية التي لم تكن يوما منصفة لنا، خصوصا فيما يتعلق بموضوع المرأة التي ظلت ومازالت مادتهم الرئيسة المفضلة التي يحاولون من خلالها تناول المملكة والإساءة إليها. نحن في المملكة قيادة وشعبا، رجالا ونساء, لا ننتظر من أحد أن يقيم قراراتنا، فليس ثمة جهة مؤهلة للحكم على توجهات المملكة ومواقفها التي تستقيها من الشريعة السمحة فضلا عن أن يكون الحرص على ردود الفعل أولوية لديها كما صورها المذيع. صورة المملكة بيضاء ناصعة يشهد بها المنصفون في العالم، ممن لا تحكم مواقفهم وآراءهم مصالح آنية أو أحقاد غير معلومة السبب، وخصوصا بعض وسائل الإعلام التي توصف بأنها عالمية والتي لا أظن أن دوافعها خافية على أحد رغم ما تقدم به نفسها من حيث المهنية الزائفة والحرص المزعوم على مصالح الشعوب. المحامي أحمد أسامة الراضي