تقول الزميلة رنا الشهري مخاطبة المرأة السعودية في مقال لها احتفاء بانضمام المرأة لمجلس الشورى : «اخرجن من المطبخ فقد ولى زمن التهميش» ! ، ومن يقرأ هذا الكلام يظن فعلا أن المرأة السعودية مازالت في المطبخ ولم تخرج منه، لكن الواقع أن المرأة السعودية خرجت منه من «زماااان» وسلمته للخادمة كما سلمت العديد من مسؤوليات رعاية أطفالها وربما زوجها ! لست هنا أعمم و ليس من الموضوعية أن أفعل، لكن تخلي المرأة السعودية عن مسؤولياتها الأسرية للخادمة تحول في المجتمع السعودي إلى ظاهرة غالبة، تماما كما سلم بعض الرجال مسؤوليات أولادهم للسائق الذي لم يعد ينقصه غير حضور اجتماع أولياء الأمور في المدرسة ! عندما تبحث اليوم عن بعض النساء السعوديات فإنك لن تجدهن في المطبخ، بل ستجدهن في الأسواق و المقاهي و المطاعم و صالونات استقبال الصديقات و القريبات، فقد نسيت الكثير من السعوديات طريق المطبخ و أصبح بالنسبة لهن جزءا من ذكريات الماضي و لبعضهن لم يكن كذلك في أي يوم من الأيام ! ثم لا أدري ما علاقة التهميش بالمطبخ، أو لماذا يجب أن يكون المطبخ رمزا للتهميش، فهل يجب على الأسرة أن تموت جوعا مثلا حتى لا تكون ربة الأسرة مهمشة ؟! ولو كان «التهميش» متعلقا بالمطبخ لكانت مشكلة المرأة معه انتهت منذ زمن المرأة، لكن المشكلة يا سيدتي لم تكن يوما في المطبخ أو في البيت الذي هو مملكتها الخاصة، وإنما في رجل عجز أن يفهم أن للمرأة دورا يتجاوز حدود المطبخ، وامرأة ظنت أن معركتها الكبرى مع المطبخ! [email protected]