سيطرت الحلول العسكرية على المشهد السياسي اليمني، وسط غياب أفق لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سبعة أشهر، وفي تصاعد للتوتر في البلاد اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، وقوات الجيش المنشقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر من جهة، والعناصر القبلية التي تتبع زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر من جهة أخرى في أحياء شمال صنعاء، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين من أتباع الأحمر. وقال شهود عيان إن الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسمعت أصوات الانفجارات والاشتباكات العنيفة على مقربة من التلفزيون اليمني في شارع عمران والثلاثين القريب مقر الفرقة أولى مدرع المؤيدة للثورة كذلك في شارع الميثاق على مقربة من حي الحصبة. وقالت مصادر قبلية ل «عكاظ» إن مسلحا قتل وأصيب خمسة من حراسة منزل نائب رئيس البرلمان حميد الأحمر جراء القصف له الكائن في حي صوفان. وفي محافظة تعز جنوب غرب اليمن، أكد مصدر أمني أن اثنين ممن وصفهم بالعناصر الإرهابية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة لقيا مصرعهما وأصيب آخرون إثر قيامهم بمهاجمة نقطة تفتيش تابعة للواء 33مدرع في مدينة تعز. وذكرت مصادر محلية أن قصفا واشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحة قبلية وقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني في أحياء الروضة والموشكي وساحة الحرية التي يقبع فيها المحتجون بتلك المدينة التي تعتبرها السلطة مصدرا للاحتجاجات. في غضون ذلك، أوضح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن تنفيذ المبادرة الخليجية لنقل السلطة مرهون بتوقيع الرئيس علي عبدالله صالح. وقال جمال بن عمر في تصريحات صحافية في صنعاء: «الرئيس فعلا لم يوقع وهذا أعاق تنفيذ المبادرة الخليجية المبنية على التوقيع» مضيفا: «بدون التوقيع لا يمكن للخطوات الأخرى أن يجري إنجازها». وأشار إلى أن الاختلاف يدور حاليا حول دمج الجيش اليمني في إطار جيش وطني واحد يخضع للسلطة المدنية، و تشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف النائب للدخول في هذه العملية والمتفق عليه مبدئيا أن تكون هذه من أولويات المرحلة الانتقالية. في الوقت نفسه، استبعدت قيادات في الحزب الحاكم في حديثها ل «عكاظ» إقدام الرئيس علي عبدالله صالح الموافقة على نقل السلطة إلى نائبه، أو التوقيع عليها؛ بعد إصداره قرارا بتفويض نائبه عبد ربه منصور هادي لإدارة حوار والتوقيع على الآلية والمبادرة. وقالت المصادر «نحن على استعداد للإعداد لانتخابات مبكرة يتم إجراؤها مع بداية العام المقبل متى كانت المعارضة جاهزة لذلك».