اندلعت اشتباكات عنيفة امس بين الحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني وقوات الجيش المنشقة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر في شمال صنعاء. وقال شهود عيان ان انفجارات قوية واشتباكات عنيفة دارت في شوارع شمال حي الحصبة في شمال العاصمة اليمنية، بما في ذلك في شارع عمران القريب من حي التلفزيون وفي شارع الثلاثين الذي يؤدي الى مقر الفرقة الاولى مدرع المؤيدة للشباب المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح والتي يقودها اللواء الاحمر. وذكر الشهود ان انفجارات قوية هزت مواقع قوات الفرقة الاولى مدرع في هذه المناطق. كما أفاد سكان ان قصفا عشوائيا استهدف حي التلفزيون وقالوا انهم يعتقدون ان مصدر القصف هو قواعد الحرس الجمهوري في شمال العاصمة. وكانت الاشتباكات انطلقت في وقت سابق امس في حي الحصبة بين القوات الموالية المتمركزة خصوصا في وزارة الداخلية ومسلحين قبليين من انصار ال الاحمر، مع العلم ان هذا الحي شهد معارك دامية في الاشهر الماضية بين الطرفين. وسرعان ما توسعت هذه الاشتباكات لتشمل قوات الفرقة الاولى مدرع والحرس الجمهوري. واكد مكتب الشيخ حمير الاحمر شقيق زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر ان شخصا من حراس الشيخ حمير قتل في المواجهات كما اصيب آخرون من الحراس. واستخدمت في المعارك الاسلحة الرشاشة في مرحلة اولى ثم سمعت اصوات انفجارات قذائف. وفي صنعاء ايضا، اكدت مصادر امنية سقوط قذيفة صباح امي في فناء معهد الميثاق التابع للحزب الحاكم وسط المدينة، ما اسفر عن اصابة شخصين بجروح. الى ذلك، انطلق عشرات الالاف في تظاهرة من ساحة التغيير التي يعتصم فيها المناوئون للرئيس اليمني منذ اشهر، باتجاه دوار العصر الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات وينتشر فيه مناصرون للرئيس، وذلك وسط اجراءات امنية مشددة. وعاد المتظاهرون الى ساحة التغيير دون تسجيل اي اشتباكات وكانوا يرددون شعارات مناهضة للرئيس اليمني واخرى رافضة للحرب الاهلية مثل «سلمية سلمية لا للحرب الاهلية». من جهة اخرى، قتل مدني واصيب خمسة آخرون بجروح في قصف عشوائي طال احياء من مدينة تعز جنوب صنعاء ليل الاربعاء الخميس بحسب مصادر محلية وطبية. واكد سكان وشهود عيان ان تعز، وهي من اكبر المدن اليمنية ومن المعاقل الرئيسية لحركة الاحتجاج، شهدت قصفا عشوائيا من موقع تابعة للحرس الجمهوري والقوات الموالية لصالح. واكدت مصادر طبية سقوط قتيل مدني وخمسة جرحى في القصف العشوائي. وذكر سكان ومصادر محلية ان قوات الامن اعتقلت عددا من الناشطين خصوصا في حي الجحملية وحوض الاشراف ووادي المدان، وهي احياء في تعز. وتأتي هذه التطورات غداة تحذير نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من دخول اليمن في حرب اهلية اذا ما انفجر الوضع الامني في البلاد. وقال هادي خلال استقباله سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي ان التصعيد الامني الذي يشهده اليمن حاليا مع استمرار المواجهات لاسيما في منطقة شمال صنعاء، «يشكل تهديدا مباشرا للوضع بشكل عام». واضاف في تصريحاته التي نقلتها وكالة الانباء اليمنية الرسمية، «اذا انفجر الوضع تنتهي المبادرة (الخليجية لحل الازمة) والحلول السلمية ويدخل اليمن بذلك مرحلة خطورة الحرب الأهلية». وذكرت الوكالة ان لقاء نائب الرئيس مع السفراء هو لتدشين «عملية تؤدي الى التوافق على الآلية التي توصل الى التوقيع على المبادرة الخليجية» من اجل انتقال سلمي للسلطة في اليمن.