ملك همام ملهم جمع المجد من كل أطرافه لا يقول إلا حقا ولا ينطق إلا صدقا لأنه حفظه الله يستمد رؤاه مما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما أثر عن السلف الصالح.. ولذلك تأتي قراراته رشيدة ومنجزاته عظيمة لا تبارى. ولعل خير مؤشر على ذلك الكلمة السامية الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يوم الأحد 27/10/1432ه 25/9/2011م لشرح أبعاد السياسة الخارجية والداخلية بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى التي جاءت مفعمة بالقيم السامية والأهداف الخيرة النبيلة، المرتكزة على إرث عظيم، المنطلقة من توجه بناء أصيل تنبثق مكوناته وحيثياته إيجابا مما حفل به واقع الأمور في هذا الوطن العزيز ماضيا وحاضرا كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. وعودا على بدء أسمح لنفسي أن أقتبس شيئا مما ورد في كلمة الملك المفدى للتدليل على عدد من الموضوعات الجوهرية ومن ضمن ذلك ما يتعلق بالراحل العظيم المؤسس جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وكفاحه الذي أثمر وحدة القلوب والأرض والمصير.. وأضاف وعلينا أن نصون هذا الميراث وأن نزيد عليه، واستقرار الوطن صمام الأمان ولن نسمح بتهديد الوحدة الوطنية، التحديث المتوازن مطلب هام في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين، عازمون على الاستمرار في عملية التطوير وتحرير الاقتصاد، لن توقفنا عقبات العصر والتزامنا بالأمانة والمسؤولية تجاه ديننا ومصلحة وطننا، وبالنسبة لحقوق المرأة فقد أوفاها كل ما تستحق من اهتمام لأنها الأم والأخت والابنة والزوجة مصنع الرجال وهنا أوضح أيده الله أن للمرأة المسلمة مواقف منذ عهد النبوة وحتى اليوم منها المشورة وصواب الرأي ولذلك لم يتردد عندما آن الأوان لإعطائها حق الترشح والانتخاب بالمجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى بما يعزز مشاركة المرأة في صناعة القرار. كما ركز على موضوع الحوار الذي أصبح شغله الشاغل وتفعيله على المستوى الوطني وتجاه الآخر مبينا أنه لا لإحياء النعرة القبلية واللعب على أوتار الصراع المذهبي وتصنيف فئات المجتمع وإطلاق النعوت واستعلاء فئة على أخرى فتلك أمور وصفها بأنها تتناقض مع سماحة الإسلام وروحه ومضامينه.. بما يعني الالتزام بالوسطية والاعتدال. كذلك فإن تنمية الإنسان والأخذ بيده وتأهيله وتعليمه ويبرز ذلك بجلاء بقوله وفقه الله المواطن هو أساس التنمية وهدفها.. ومؤدى ذلك العمل على الانطلاق في اقتصاد المعرفة والاستثمار في الأجيال، وتبني مبادرة وطنية لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لدعم الأمن المائي «وجعلنا من الماء كل شيء حي» وإنه رغم الانهماك في الشأن الداخلي إلا أن الشأن الخارجي لم يغب عنه لحظة واحدة بحكم أن المملكة العربية السعودية ضمن هذا العالم الفسيح تؤثر فيه وتتأثر به.. ولذلك فإن الأزمة الاقتصادية العالمية يبذل من أجلها قصارى جهده بأن يتم تجاوزها على غرار ما اتخذته المملكة من إجراءات وترتيبات وقائية.. هذا قليل من كثير مما رغبت أن أعرض له في وقت ما تزال بلادنا تعيش فرحتها بذكرى اليوم الوطني الواحد والثمانين. * وزير الحج