يوم الأحد 27/10/1432ه الموافق 25/09/2011م .. لم يكن يوماً عادياً في مسيرة مجلس الشورى .. ولا أبالغ إذا قلت بأنه يوماً تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لاسيما وأن الخطاب التاريخي السامي الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى مجلس الشورى في هذا اليوم بمناسبة افتتاح السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى جاء كاملاً وشاملاً ، ولم يقتصر على منهجه في إدارة هذا الوطن الحبيب المملكة العربية السعودية على التحولات الداخلية والخارجية الكثيرة والمتعددة.. ولكنه أشتمل على محاور عديدة وأحاط هذا المنهج القويم لهذا الملك العادل وباقتدار لا يليق إلا بالملك عبد الله بن عبد العزيز .. بكل ما يتعلق بالتنمية وفي مقدمتها تنمية الإنسان والوحدة الوطنية والأمن الخليجي والنهج الواضح والمتزن والمتوازن تجاه قضايا كثيرة تمس العالم العربي والإسلامي والدولي .. ولن آتي على ذكر الحقائق والتي نلمسها ونعيشها .. والتي تجاوزت في كثير من الأحايين .. قدرة البعض على استيعاب هذه التحولات المذهلة .. من عظيم تمكن وببراعة نادرة وما زال من إدارة هذا الوطن في ظل ظروف غاية في الصعوبة.. ولكنه الفارس القائد ( أبو متعب ) قاهر المستحيل محقق الآمال وصانع التاريخ .. وكأنما جاء في هذا الوقت بالذات ليقول (أنا لها) وقد فعل وأشهد الله بأنه قال وفعل وما زال .. وحكم فعدل فدانت وانقادت له الأمور في سابقة يندر أن تتكرر .. والمتابع المنصف سيكتشف وبسهولة أن المواطن السعودي هو المحور الأساس في مسيرة هذا الملك البار بوطنه الإصلاحية ، وها هو وبشجاعة الفارس وحزم القائد يقرر لأول مرة في تاريخ المملكة حقوق سياسية مهمة للمرأة من أهمها المشاركة في مجلس الشورى كعضو كامل العضوية في الدورة السادسة القادمة للمجلس .. والترشح للمجالس البلدية والمشاركة في الاقتراع اعتبارا من الدورة الثانية القادمة .. كما تطرق رعاه الله إلى أمور مهمة في حياة كل مواطن .. فشدد في كلمته على أهمية التمسك بثوابت وأسس الوحدة الوطنية ، النابعة من تعاليم الإسلام، فحذر من التفرقة ، والمزايدة بين بعض الفئات في أمور الدين أو الوطن ، وإشكالية التصنيف، والإقصاء ، والعصبية .. مكررا غير مرة التأكيد على أن تلك السلوكيات مخالفة لروح الإسلام ، وقد أشار إلى ذلك بقوله: \"إن إحياء النعرة القبلية، واللعب على أوتار الصراع المذهبي ، فضلا عن تصنيف فئات المجتمع ، وإطلاق نعوت ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، ناهيك عن استعلاء فئة على فئة أخرى في المجتمع كلها أمور تناقض سماحة الإسلام وروحه ومضامينه\". والمتمعن في هذا الخطاب سيلاحظ وبسهولة أن الخطاب لم يغفل الحديث عن القضايا الفكرية ، وهذا يعني أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يستشعر المشكلات الناجمة عن الصراعات الفكرية ، وفوضى الفتاوى ، وما يمكن أن تفضي إليه التجاوزات من أخطار ، قد تكون نتائجها وخيمة على الدين ثم الوطن. حفظك الله يا أبا متعب ومتعك بالصحة والعافية .. وحفظ وطننا وبلاد المسلمين من كل شر .. وكم أتمنى من كل مسئول أن يستشعر المسئولية ويعمل وبكل جد وإخلاص على تحقيق آمال وتطلعات هذا القائد .. والذي يسعى وبكل ما في وسعه أن يحقق للمواطن الأمن والأمان والعيش الكريم وسعادة الدنيا والآخرة .