هي ليست إرادة ملك فحسب، وليست إرادة أو رغبة شعب فقط، وإنما حاجة وطن وضرورة مرحلة واحتياج منعطف جديد في مسيرة أمة تطمح أن يكون كل فرد فيها عضوا فعالا. لم يعد يوجد شخص غير قادر على العطاء في هذا الوطن ذكرا أم أنثى، لأنه لم يعد مجتمع الأمية أو الجهل أو التعليم المتدني، بل مجتمع العلم والإرادة والإصرار على التواجد في موقع التأثير والقرار في ما يخص حاضره ومستقبله.. لم يكن للوطن يوم واحد، ولا يومان فقط، بل كان هذا العام عام الوطن بامتياز لو أردنا مراجعة القرارات الكبرى التي صدرت خلاله، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا. قرارات صدرت بهدوء ودون صخب أو مزايدات وضجيج، من الأساسيات التي تصب في دورة الحياة اليومية للمواطن، إلى المواقف الجوهرية التي تحدد رؤية المملكة إلى ما يجري في العالم. الشعب يريد، وأي شعب لا يريد المزيد من الرخاء والرفاه وتجاوز العقبات وتوسيع دائرة مشاركته في إدارة وطنه؟؟ وحاكم يصغي لشعبه ويحترم إرادته ومطالبه، ويدرسها بتأن وعمق ويعرف كيفية التعامل معها لتأتي منسجمة مع الوقت والحاجة.. المرأة السعودية، مالئة الدنيا وشاغلة العالم لكثرة ما ملأت شؤونها وشجونها وأحلامها وآمالها ورق الإعلام وأثيره ولكثرة ما كانت هذه الشؤون والشجون والأحلام والآمال قضية المنصف والمجحف، العاقل والجاهل، والمحب والكاره.. كلما لاحت كوة للنور حاول البعض إغلاقها. وكلما لمعت بارقة أمل اجتهد البعض في إطفائها. وكلما هبت نسمة مضمخة بالأمل حاول البعض تلويثها بالشك والوهم والنوايا الموبوءة.. وصلت أعلى درجات التعليم، وأرقى مراتب الوعي، وأسمى مراحل المسؤولية، لكن البعض لم تكن له قضية في الحياة سوى النضال لفرض الحصار عليها داخل قناعاته الضيقة، وتهميشها، بل إلغاء ما كفله لها الدين من حقوق وما ضمنه لها منطق العقل من استحقاقات الحياة وحقوق المواطنة.. كان اليوم الوطني هذه المرة يوم المرأة، عندما أراده أن يكون كذلك نصير الحق والعدل.. اختصر مسافة طويلة، لا نقول إنها تجاوزت كل الأمل، لكنها بالتأكيد حققت كثيرا من أهمه وأبرزه.. غدا، ستكون المرأة عضوا في المجلس الذي أصدر فيه مليكنا القرار، وغدا ستكون عضوا في المجالس البلدية بعد أن يكون لها صوت حقيقي مؤثر كناخبة، أي أنها ستكون كاملة العضوية في مجلسين مهمين، بعد أن أصبحت عضوا في مجالس إدارات الأندية الأدبية في الدورة الجديدة، وطالما قال ملك الإصلاح إن هذا الوقت لا مكان فيه للمترددين فإن العجلة ستدور بشكل أسرع لينخرط الشعب بكل فئاته وشرائحه في ورشة العمل الوطنية، التي بعد أن توفرت لها كل المقومات المادية فإنها لا تحتاج سوى للإخلاص والأمانة والقدرة والكفاءة، لأنه لا مكان للمتخاذلين كما قال في خطابه حفظه الله.. هناك كثير من الاستحقاقات الوطنية لاشك أنها في برنامج تلك المبادرات الجميلة، ولا شك أنها قادمة لكننا الآن سنقف عند يوم تأريخي للمرأة السعودية. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة