مع أنه لم تمر على قرار مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية سوى أيام معدودة إلا أن ما كتب وقيل عن هذا القرار يكاد لا يحصر، لكن أكثره يخوض في الهامشيات والثانويات والشكليات فقط. وما دام أمامنا سنتان على الدورة الجديدة لمجلس الشورى وأربع سنوات للمجالس البلدية فإن المؤشرات تدل على أن الحديث في هذا الموضوع سيكون عنوان المرحلة القادمة، ولكن بنفس التسطيح الذي يحدث الآن.. قبل أيام صرح الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء بأنه لا يرى مانعا من انضمام المرأة للهيئة. هكذا رفع الشيخ سقف الأحلام بتصريحه وفتح بوابة الآمال على مصراعيها. كان يتحدث عن مبدأ المشاركة، أي عن الجوهري في الأمر. ويوم أمس الاثنين تحدث لصحيفة الحياة عن موضوع مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، ولكنه هذه المرة تحدث في الشكليات حين حذر المرشحات القادمات من الترويج لبرامجهن الانتخابية بوضع صورهن في الشوارع والأماكن العامة لمخالفة ذلك للضوابط الشرعية، وأن الناخب أو الناخبة عندما يصوت لمرشح أو مرشحة فإنه ليس بحاجة إلى رؤية وجه من يمنحه التصويت وإنما سيرشحه بناء على آرائه وتوجهاته وخبرته.. هذا الكلام صحيح لأن برنامج المرشح هو الأهم، ولكن لاحظوا أننا بدأنا من الآن في تركيز التفكير على المحاذير والممنوعات بدلا من التركيز على كيفية تجهيز المرأة لتخوض التجربة بنجاح، ناخبة ومرشحة، كأول تجربة مفصلية في تاريخ المرأة السعودية.. بالنسبة لمجلس الشورى لا زال الحديث محتدما عن المداخل والمخارج وأماكن جلوس العضوات وكيفية الحضور والمشاركة، ولا شك أنه حديث لن يتوقف. وحين يبدأ نقاش موضوع المجالس البلدية من وضع الصورة على الدعاية الانتخابية فإنه دليل مهم على أن الوقت سيمضي في جدليات الهامش وإهمال المتن.. فيما يخص الصورة لا نظن أن المرشحة القادمة ستجعلها أولوية في اهتماماتها، ولكن بما أنها ستكون ممثلة للمجتمع نساء ورجالا ماذا سيقال أو سيحدث لو أرادت تقديم برنامجها لمرشحيها من النساء والرجال، وماذا لو أرادت بعد انتخابها الخروج في جولات ميدانية مع زملائها من الأعضاء، وماذا لو شاركتهم في اجتماعات مع المسؤولين في الإدارات ذات العلاقة بعمل المجلس، وماذا وماذا وماذا؟؟.. ستكون السنوات الأربع القادمة فيلما مثيرا، لكننا نخشى أن ينتهي بموت البطلة.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة