إن اليوم نشاهد قطاف ما غرسه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه من غراس طيب تعهده أبناؤه الكرام من بعده، فكان التمسك بالإسلام ومبادئه والالتزام بالجد والوفاء والمثابرة والتقدم، إلى أن أصبحت المملكة اليوم مثلا يحتذى ونبراسا يقتدى به في التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية. في مثل هذه المناسبة العزيزة، نستذكر مآثر الرجال الأبطال والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق، لنعبر عما تكنه صدورنا من محبة وتقدير لهذه الأرض المباركة ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى في ما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار، مشيرا إلى أن من نعم الله على بلادنا الطاهرة أن اختصها بمكانة وخصوصية متفردة. لم تتوقف مسيرة الخير والنماء منذ أن جمع الله شمل هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وأبنائه من بعده وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث شهدت المملكة في سنوات قلائل قفزات حضارية وتنموية لا مثيل لها في جميع المجالات، كان للحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار النصيب الأوفر ومن أولى أولويات خادم الحرمين الشريفين الذي أطلق في شهر رمضان المبارك مشروع أكبر توسعة في التاريخ للمسجد الحرام في مكةالمكرمة بتكلفة إجمالية تبلغ 40 مليار ريال، ودشن المشاريع الحديثة لخدمة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تضاف إلى ما سبقها من مشاريع جبارة في المدينةالمنورة، التي أولتها القيادة العناية القصوى لما تمثله من عمق ديني وتاريخي للمسلمين في كافة أصقاع المعمورة. إن الشعب السعودي اليوم أثبت للعالم التفافه حول قيادته، محبطا آمال وأحلام بعض القوى المعادية التي تحاول النيل من هذه البلاد المقدسة وزعزعة ما هي عليه من عيش رغيد وأمن واستقرار وهدوء وطمأنينة وتنمية مستمرة وراحة بال، إن هذه الوقفة الجميلة من أبناء الوطن الأوفياء تنم عن حكمة ووفاء وتمسك بالمستقبل الأجمل لهذا الوطن الخالد. إنه من الواجب اغتنام الذكرى الغالية لتذكر النعمة التي قادت البلاد إلى بر الأمان في محيط إقليمي مضطرب متواصل الأزمات. * أمير منطقة المدينة المنورة