وجه رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي ورئيس تحرير صحيفة الحياة في المملكة جميل الذيابي، نقدا لاذعا للقائمين على النشاط الثقافي في مهرجان سوق عكاظ، مشيرين إلى عدم التزامهم بالوقت المحدد لإقامة الندوة التي شاركا فيها أمس تحت عنوان (الإعلام وتحديات المستقبل)، حيث كان من المقرر أن تبدأ الندوة عند الساعة الرابعة والربع عصرا، إلا أنها تأخرت حتى الساعة الخامسة والنصف. رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد التونسي أفاد في بداية الندوة «إن ما يميز سوق عكاظ الخامس هذا العام هو المنهجية في التفكير والتخطيط ، وموعد هذا اللقاء بدأ للأسف عكس ما قيل عن السوق، فلم يكن هناك أي التزام بالوقت، والأعذار التي قدمت لنا ليست مقنعة، مع تقديرنا لدعوتهم لنا لهذه الندوة، إلا أنه كان من الأولويات ضرورة الالتزام بالوقت». من جانبه، وصف ضيف الندوة الآخر جميل الذيابي ما حدث من عدم الالتزام بالوقت وتأخير الندوة لأكثر من ساعة وربع بجزء من عبثية المكان، وقال الذيابي: «شكرا للحضور على الرغم من عدم قناعتي باللجنة المنظمة، فالوقت والحضور من الضرورات، وما لاحظناه اليوم يدل على عدم توفيق اللجنة، ويجب أن يكون هناك التزام بالوقت حتى لو لم يحضر إلا شخص واحد للقاء. وشهدت الندوة مشاركة جلال الدين الشيخ زيادة، وأدارها جمال خاشقجي مدير قناة العرب الفضائية، الذي قدم ضيوف الندوة، مؤكدا بأن هناك كلمة ما كان ليقولها لو كان باقيا في رئاسة تحرير الوطن وهي أن عكاظ هي الأكثر انتشارا وتوزيعا، كما تحدث عن جريدة الحياة، مشيرا إلى أنها جريدة معقدة بقوتها، حيث ما تقرأه في لندن يختلف عن ما تقرأه في جريدة الحياة في مصر، ويختلف كذلك عن السعودية، حتى بين مدن المملكة أصبحت صفحاتها مختلفة من مدينة لأخرى. وحول موضوع اللقاء قال التونسي لا يمكن أن نحصر الإعلام الجديد في مواقع التواصل الاجتماعية والتفاعلية كالفيسبوك والتويتر، فالتلفزيون والإذاعة هي من بادرتا بالإعلام الجديد.. وبدأتها إذاعات الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1939، وكانت لغرض عسكري، مؤكدا أن التفاعلية موجودة منذ زمن، وأشار التونسي إلى كتاب المقالات في الصحف، والتفاعل معهم. وفي ذات السياق، أوضح التونسي أن الموقع الإليكتروني للصحيفة الورقية أصبح مهما لدى رؤساء التحرير، مشيرا في حديثه عن الإعلام وتحديات المستقبل إلى ضرورة وجود تحالف بين وسائل الإعلام التقليدي والجديد بما يسمى (الإعلام المدمج)، الذي بدأ بنموذج في بلجيكا، وأمريكا و(تركيا كذلك.. بصحيفة خبر ترك)، التي وفرت قناة تلفزيونية لها وإذاعة وموقعا إليكترونيا، وأكد التونسي عدم وجود خيار إلا التحالف، مضيفا أن «الموقع الإليكتروني المدمج هو الذي يمثل الإعلام الجديد بالأسلوب وليس بالمحور». وأستطرد التونسي «منذ زمن وهناك مطالبات بأن تكون لغة الصحيفة التي تعتبر من أهم المعوقات في متناول الجميع، ولا بد لكل صحيفة أن تحترم نفسها، وأن يكون لديها (ستايل بوك) يخصها». وخلص التونسي في نهاية حديثه في الندوة للقول: «إن الورق سيبقى إذا كسب التحدي في الصحافة التحقيقية». وبادر جمال خاشقجي التونسي بسؤال مباشر قال فيه: «إذا كنت تقول أنه لا مفر من الإعلام الجديد فلماذا لا تترك موقع صحيفة عكاظ يعمل لوحده؟»، ليرد التونسي ، مبينا أن التفكير في ذلك لا يزال مبكرا، وأضاف «أن التحرير معني بوضع الرؤية، ولا بد من التدريب وتهيئة ذلك، ولا أريد أن أقول (قريبا) التي أصبحت للأسف كلمة مطاطية لا يعرف لها وقت محدد». من جانبه، بدأ جميل الذيابي حديثه في الندوة عن الطائف وذكريات المطر والبرد والعشق في عروس المصائف، ليدلف إلى الإعلام بمقارنة بين التقليدي والجديد قائلا: «إن الإعلام الجديد يشبهنا جميعا، لأن الحالة التفاعلية أقرب إلى النفس، والجديد يؤثر داخل الحدود وخارجها، بعكس الورقي، كما أن الإعلام التقليدي تحت الرقابة الثقيلة، والجديد لا يخضع لها، وهو سريع، والورقي التقليدي الكلاسيكي (ثقيل دم)، ولا يحمل في أي مكان، وفيه لغة صعبة ومطولة، أما الإعلام الجديد فإن لغته تخاطب البسطاء، ومختصرة وكثير من الأشياء تتغير من عام إلى عام وهذا ما يدل على أننا موجودون ونتحرك». من جهته، تحدث جلال الدين الشيخ زيادة عن الإعلام الحكومي والخاص، وقال إن المسؤولية الاجتماعية كانت تغيب عن الإعلام الإذاعي والتلفزيوني قديما لأن القطاع الخاص هو الذي كان يدير هذا الإعلام، ولكن مع الانبهار والتكنولوجيا الجديدة وظهور الإعلام الحكومي تغيرت النظرة وأصبحت هناك تحولات كبيرة في المجتمع، مشيرا إلى أن أزمة حرب الخليج كانت نقطة تحول كبيرة في الإعلام وكان الإعلام الغربي هو الذي يتسيد الفضاء الإعلامي وخاصة قناة ال(سي إن إن).