الكفاءات الشابة التي تتسرب من القطاع الحكومي من أجل العمل في القطاع الخاص، لا تشكل خسارة للوطن ما دام العمل في القطاع الخاص جزءا من العمل الشامل من أجل نماء الوطن وتحقيق رفعته، وهو ما يعني أن ثمرة عمل الشباب سواء كانوا عاملين في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي تنصب لمصلحة الوطن. غير أن المسألة لا تتعلق بهذه الثمرة المرجوة من عمل الكفاءات الشابة، وإنما بالأسباب التي تجعل من القطاع الخاص جاذبا ومغريا لتلك الكفاءات، بعد أن مر زمن كان العمل الحكومي فيه هو الحلم الذي يتمناه كل شاب، خاصة لما يتمتع به العمل الحكومي من أمن وظيفي، وما هو مضمون فيه من سلم وظيفي للترقيات، يستطيع أن يرسم من خلاله ملامح مستقبله وإمكاناته المادية التي يمكن له أن يواجه بها متطلبات الحياة. المسألة إذن تتعلق بآليات العمل في القطاع الخاص وما تتسم به من ديناميكية، بعيدا عن بيروقراطية الإدارات الحكومية، وهو ما يجعل الشباب أكثر طموحا للعمل فيه والتمتع بمزاياه، إضافة إلى ما يقدمه القطاع الخاص من مميزات سواء تمثلت في البدلات أو مكافأة نهاية الخدمة أو غير ذلك من مميزات لا يحظى بها العاملون في القطاع العام. إن تسرب الشباب من القطاع الحكومي بإمكانه أن يكون مؤشرا لإعادة النظر في آليات العمل ومميزاته، لتحقيق ما يتطلع إليه الشباب الذين يغريهم القطاع الخاص بما يقدمه لهم من مميزات. للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة