يبدو أن مسألة سعودة وظائف القطاع الخاص قد أصبحت معضلة يصعب حلها بعد أن اعترفت وزارة العمل بفشل محاولاتها إغراء المؤسسات والشركات الخاصة بتدريب الشباب السعوديين وتوظيفهم عن طريق رصد الحوافز المالية الكفيلة بتغطية نفقات التدريب وتجاوز ذلك بصرف راتب شهرين في العامين الأولين من التوظيف. ظل القطاع الخاص يتحجج لسنوات طويلة بضعف كفاءة الشباب السعودي وتدني مستوى تدريبهم مقارنة بمن يتم استقدامهم من الخبرات المدربة ومرتفعة المهارة، وكان الرأي العام يتعاطف مع القطاع الخاص ويتفهم هذه الحجة انطلاقا من تقدير وحرص القطاع الخاص على اختيار الكفاءات القادرة على العمل بكفاءة تضمن لهذا القطاع جودة المنتج، وظلت هذه الحجة قائمة حتى تمكن الشباب السعودي من البرهنة على جدارته بعد أن حققت له الكليات والمعاهد المتخصصة الكفاءة التي تساوي إن لم تتفوق على كفاءة كثير ممن يتم استقدامهم. وظل القطاع الخاص يتحجج بعدم انضباط الشباب السعودي وعدم تحليه بما يستوجبه العمل في القطاع الخاص من التزام بالعمل المخلص وتفان في الأداء، وأوشك الرأي العام أن يصدق هذه الحجة لولا أنه اكتشف أن الشباب السعودي بريء من هذه التهمة بعد أن برهن على التزامه وتفانيه وإخلاصه في العمل لدى كثير من المؤسسات والشركات التي أتاحت له فرصة العمل وعلى رأسها البنوك بكل ما يتطلبه العمل فيها من إخلاص وتفان وكشف بذلك ضعف حجة الذين يحرمونه من فرصة العمل ويشيعون عنه اتهامات لا أساس لها من الصحة. وسعت وزارة العمل إلى رأب الصدع بين القطاع الخاص والشباب السعودي في محاولة منها لحل مشكلة البطالة والتصدي لموجات الاستقدام من الخارج، فنهضت بتدريب الشباب وساعدت القطاع الخاص على التدريب وساهمت في تحمل رواتب الشباب الذين يقبل القطاع الخاص بتوظيفهم ورغم ذلك كله اضطرت وزارة العمل إلى الاعتراف بعدم فاعلية هذه الحوافز وفشلها في إقناع القطاع الخاص بتوظيف السعوديين. والذي لابد من الاعتراف به أن المسألة ليست مسألة كفاءة الشباب السعودي، كما أنها ليست متعلقة بمدى التزامهم ولاتحتاج بعد ذلك كله إلى تشجيع وتحفيز بقدر ما هي مسألة تتعلق بالرواتب المتدنية التي تقبل بها العمالة الوافدة وترفض قبولها الكفاءات الوطنية، وهو الأمر الذي يفرض التفكير الجاد في وضع حد أدنى للرواتب يمكن بعده أن تفكر مؤسسات وشركات القطاع الخاص في توظيف السعوديين ما دامت تدفع الرواتب العادلة للعمالة المستقدمة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة