أكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعد وزير الداخلية للشؤون العامة ونائب رئيس الهيئة العليا والمشرف العام على الجائزة، خطورة التكفير ماضيا وحاضرا ومستقبلا، مشيرا إلى أنه منبع لكثير من الانحرافات العقائدية والسلوكية والخلقية والنفسية التي مزقت جسد الأمة الإسلامية. وأوضح أن فتنة التكفير استفحلت وانتشرت وتسللت إلى مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، مما أوجب وقفة علمية وعملية واعية تسبر غور أسبابها، وتقدم الحلول المناسبة للتعامل معها، ودرء مخاطرها، وتكوين حصانة فردية واجتماعية ضدها. وبين أن الجائزة سبق أن طرحت عددا من الموضوعات المتعلقة بتبيان هذه الظاهرة لباحثين فازوا بالجائزة في هذا المجال، ونشرت أبحاثهم، ووزعت على الجامعات والمؤسسات العلمية والأفراد داخل المملكة وخارجها، من ضمنها؛ التكفير في ضوء السنة النبوية، منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، الجهاد في الإسلام، الوسطية في الإسلام، منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، الجهاد في الإسلام، الوسطية في الإسلام ودلالتها من السنة النبوية، حرية الرأي في الإسلام، الأمن الفكري في ضوء السنة النبوية، أحاديث الفتن وأشراط الساعة بين الفهم الصحيح والتأويلات، فقه الواقع المعاصر في ضوء السنة النبوية. وقال الأمير سعود بن نايف: «إن الجائزة استشعرت خطورة فتنة التكفير، فكان تحقيقا لرسالة الجائزة وأهدافها أن تبنت عقد مؤتمر ظاهرة التكفير، وصدرت موافقة المقام السامي في إقامة المؤتمر العلمي والعالمي بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي، الذي يناقش الظاهرة من جميع جوانبها لإيجاد الحلول العلمية والعملية التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة، والقضاء عليها بعون الله وتوفيقه». انطلاقة المؤتمر من جانبه، أكد مستشار النائب الثاني وأمين عام الجائزة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر الدكتور ساعد العرابي الحارثي، أن السمو والكمال والشمول والتوسط والتيسير والرفق والرحمة ورفع الحرج والنهي عن الغلو والتحذير من التطرف من أبزر سمات التدين الإسلامي الحنيف، مشيرا إلى أن الإسلام ضمن للناس بهذه السمات العيش في أمن وأمان وطمأنينة ورخاء واستقرار. وأشار إلى أنه في الوقت المعاصر شذ جمع من الناس عن سلوك المنهج الوسط والدين الحق واضطربت صلتهم به، فتورطوا بشططهم في فهم الدين عقيدة وشريعة وسلوكا وأخلاقا، فزرعوا بذلك بذرة الغلو التي أنبتت شجرة خبيثة أثمرت فتنا متعددة وأفكارا منحرفة، من فتنة التكفير التي أيقظت فتنة الخوارج الضالة المندثرة. وأوضح، أنه انطلاقا من خطورة هذه الفتنة صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على أن تقيم الجائزة بالتعاون مع جامعة الإمام مؤتمرا علميا يشارك فيه ثلة من العلماء والباحثين لدراسة ظاهرة التكفير وقوفا على أسبابها، وتفنيدا لشبهاتها، وبيانا لآثارها، وصولا إلى سبل علاجها واجتثاثها، فأصدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز توجيهاته الكريمة بالعمل الجاد الدوؤب للإعداد للمؤتمر بما يتناسب مع رعايته وعالميته وعلميته، فتم تكوين منظمة عمل متكاملة من اللجان المشرفة والمنظمة والمنسقة والمنفذة، بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وها نحن نصل اليوم إلى قطاف ثمار الجهود والأعمال المتواصلة لإقامة هذا المؤتمر، بمشاركة جمع من العلماء والباحثين والباحثات، الذين أسهموا في دراسة الظاهرة، ومناقشة ما يربو على مائة بحث ودراسة، للخروج بتوصيات علمية وعملية، تسهم في القضاء على هذه الفتنة واجتثاثها من جذورها، وتوعية المسلمين بخطرها على الأفراد والمجتمعات». حدث جلل وفي كلمة المشاركين، أوضح وزير التعاون الدولي في غينيا الدكتور قطب مصطفى سانو، أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر في هذه المرحلة من تاريخ الأمة، برهان على حرصه على سمعة الإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة، مؤكدا أن المؤتمر سيظل حدثا مهما جللا محفوظا في خلد التاريخ، حيث أتاح الفرصة لتلاقي جمع غفير من أكابر علماء الأمة ومفكريها، للتباحث والتدارس والتفكير لمعالجة منهجية دقيقة لفتنة فكرية اجتماعية وأمنية عمت بها البلوى. وأعرب سانو عن شكره وامتنانه لحكومة خادم الحرمين الشريفين لما تقوم به من رعاية فائقة للشعوب الإسلامية، وعناية بالشأن الإسلامي، موضحا أن ذلك يدعو أي مسلم للاعتزاز بمواقفها الخالدة تجاه مختلف قضايا الأمة.