اكتشفت أن مقر هيئة مكافحة الفساد الجديد يقع خلف منزلي، هذا يمنحهم حق الجيرة، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، فكيف لا أتوصى بجيراني وخاصة إذا كان أحدهم الجار الذي أعلق عليه أعظم الآمال لردع اللصوص وقمع الفاسدين! أصف لكم المبنى الأنيق المؤجر الذي يقع على جادة طريق تملأه تجاعيد أعمال المقاولين الذين لا يكفون عن التنقيب في شوارعنا وكأنهم يرسمون لوحة تجاعيد وجه الصهيونية المقبورة «قولدا مائير»، الواجهات زجاجية وكأنها ترمز إلى الشفافية، والمساحات الداخلية مفتوحة وكأنها ترمز إلى وحدة الهدف وانصهار الجهود، أما مواقف السيارات فمحدودة ولا أظنها تتسع لسيارات الباحثين عن النزاهة والطاردين للفساد وأهله! المكان يبدو من الخارج مهجورا ولم يبدأ العمل داخله بعد، لكن لا شيء يدعو للعجلة فالفساد لن يطير، وهو موجود بانتظار من يشمر عن ساعديه، فليس مهما متى يبدأ العمل بقدر أن يكون عند انطلاقه مدفوعا بزخم لا يتوقف وحماس لا يفتر، وقدرة على اختراق الجدران السميكة وقفز الأسوار العالية! ودون هذا الزخم والحماس وهذه القدرة فإن هيئة مكافحة الفساد لن تكون أكثر من مبنى جميل يحمل اسم إدارة حكومية لا يختلف عن مبانٍ كثيرة تحمل أسماء عديدة وجودها كعدمه!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة