كشفت صحيفة جزائرية نقلا عن إحصاءات رسمية عن ارتفاع نسب الطلاق في الجزائر في عام 2011 متخطيا حاجز ال 50 ألف حالة في 2011 وذلك بخلاف 15 ألف حالة خلع في العام نفسه، وهو ما يدق ناقوس الخطر في المجتمع الجزائري. وخلال مشاهدات ولقاءات وتحريات قامت بها الصحيفة أوضحت أن شذوذ الأزواج وإدمان الكحول وسوء المعاملة وعدم التكافؤ كان أبرز الأسباب وراء طلب الخلع. وقال مراقبون لصحيفة النهار الجزائرية في عددها الأحد 8 يناير الجاري تحذير مراقبين ومختصّين جزائريين من أن النزاعات الأسرية من طلاق وخلع سجلته ارتفاعا كبيرا في عام 2011، معتبرين أن العدد الذي سجلته وزارة العدل في 2011 ب50 ألف حالة طلاق و15 ألف حالة خلع في هو الأكبر في الجزائر منذ الاستقلال ويعدّ كارثة حقيقية لأن الرقم يدل على تفكّك ضياع مئات الآلاف من الأطفال ناهيك عن تشرد الآلاف من النساء. وتطرقت الصحيفة لأبرز الحالات التي تتسبب في الخلع ومنها السيدة "سميرة" التي لم تجد سوى دق أبواب المحاكم لطي صفحة الجحيم الذي عاشته مع زوجها مدمن الكحول. ومهما كانت الدوافع التي كانت تقف وراء الخلع كسوء معاملة، الإهمال العائلي والخيانة الزوجية، إلا أنه لا يجب إغفال الجانب الأخلاقي، حيث كشفت بعض القضايا أن هناك فئة من النساء اللواتي رفعن دعوى الخلع أكدن أنهن يعانين من ضغوط نفسية متصاعدة بسبب تصرفات أزواجهن الشاذة الذين يمتنعون عن ممارسة الحق الشرعي مع نسائهن، بينما يمارسون الرذيلة مع أصدقائهم من نفس الجنس، حيث أكدت العديد من هؤلاء النسوة اللواتي رفعن قضية خلع أن أزواجهن عادة ما يصطحبونهم للبيت خفية عنهن، وهو ما يسمى بالشذوذ الجنسي وسط الأزواج، الذي بات يعرف تناميا خطيرا في الآونة الأخيرة، حيث عرفت سنة 2010 تسجيل 1250 حالة خلال 3 أشهر فقط، بحسب النهار. ومن القضايا الأخرى بسبب الخلع، طبيبة اشترت حريتها من زوج شاذ، وفي التفاصيل رصدت الصحيفة أن الطبيبة "ح" مختصة في أمراض النساء، أم لثلاثة أولاد، بسبب إصرار زوجها على مطالبتها بممارسات محرمة شرعا وأخلاقا في كل اتصال بينهما. ومن قصص الخلع الأخرى فتاة من عائلة ثرية جدا تعرفت على شاب ادّعى أنه مقاول، فتزوجا وعاشا في فيلا ملك للفتاة؛ بحجة أن فيلته في طور البناء، وبمرور الوقت تغيرت طباع الزوج، حيث كان يستولي على أموالها، ويرفض الإنفاق عليها ويضربها، ومع مرور الوقت اكتشفت بأنه "قهوجي" ولا يملك أي شيء، فهربت لأهلها طالبة الطلاق، لكنه طلب منها مبلغا كبيرا، فرفعت دعوى خلع، انتهت بأخذ الزوج مبلغ 10% من المبلغ الذي طلبه. كما توجد نساء طلبن الخلع من أزواجهن لأسباب قاهرة، منها الدين، ومنها قصة تلك الجزائرية التي خلعت زوجها بعد اكتشافها أنه يهودي ويمارس الطقوس الغريبة لتلك الديانة، فلما هرب من الجزائر رفعت دعوى خلع ضده. وفي المقابل، برر أحد الأزواج طلب بعض الزوجات للطلاق وحتى الخلع، بالهروب من المسؤولية وحب الحرية المنافية للأخلاق، وقال آخر إن موافقته على طلاق زوجته جاءت رغما عنه، وهذا بعد تمسّكها بالأمر، حيث وافق على الطلب حتى يتفادى اللجوء إلى الخلع، الذي يرى فيه إهانة له ولعائلته. وقد أجمع أغلبية المواطنين الذين استطلعت الصحيفة آراءهم على أن مسألة الخلع أصبحت "موضة" العصر، كما هي ذريعة تتخذها المرأة للهروب من مسؤولياتها الزوجية، وعندما لا تجد ذريعة للهروب تقوم برفع دعوى خلع بحجج واهية في الغالب ولا أساس لها من الصحة، إذ يصعب تأكيدها بالدليل، ونظرا للمكانة التي تحتلها المرأة في المجتمع وتكافؤها مع الرجل في العمل جعلتها تقدم دون تردد على حمل لقب "مطلقة" دون خجل أو خوف بل باستقلالية.