إن ما حدث في ميدان التحرير في مصر هذا العام هو ردة فعل غاضبة على ظلم واستبداد، هو الغضب نفسه الذي حدث عام 1952م حين ثار الضباط ضد الظلم، فهل تغير شيء، والأهم هل هذه الثورات هي الخلاص ؟. الثورات دائما وعبر التاريخ «هي ردة فعل غاضبة» لا تؤدي إلى التطور، بقدر ما هي تعيد الأمور إلى ما قبل الحكومة، لكنها لا تصنع دولة جديدة أو نظاما جديدا عادلا، فهي تخلق فرصة جديدة أو أملا جديدا أو الحلم القديم بمستقبل أفضل. وردة الفعل الجماهيرية غير عاقلة أو واعية، وأقرب لحالة انفجار لا أحد يتحكم في مسارها، لأن ما يحكمها المشاعر وحالة الهيجان، ذلك أن الوعي فردي أما اللاوعي فهو جماعي، لهذا فالثورة عملية لا واعية بسبب ظلم فاق حدود العقل وأدى لهذا الانفجار، ولكن سرعان ما تعود الجماهير لعاداتها ومبادئها التي تؤمن بها، والاستبداد أمر مازال يقبله العقل العربي، لهذا تجده يؤمن بفكرة الحاكم العادل المستبد، مع أنه لا يمكن جمع العدل والاستبداد معا ؟ خلاصة القول: إن هذه الثورات ردة فعل طبيعية للظلم، لكنها لا تؤدي للتطور وللعدل، وإلا حدث هذا في الصين وكوبا وإيران وباقي الثورات في هذا العصر وفي العصور السحيقة.. إن التطور والعدل مرتبطان بوعي العقل، وما لم تثر المجتمعات ضد التخلف والجهل وفكرة أن الحاكم / الرئيس / المدير / رب الأسرة يحق له أن يكون مستبدا مع فئة إن كان عادلا معها، لن يتغير شيء وإن ثارت المجتمعات كل 60 عاما كما حدث في مصر، أو كما حدث في العراق وسوريا إذ عاشت انقلابات كثيرة خلال فترة قصيرة في القرن الماضي، وكان كل الرؤساء الذين يصلون للحكم يشبهون صدام والأسد، لأن المجتمعات لا تنتج إلا المستبد وتعلم أبناءها أن الاستبداد مقبول. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة