1- المستبد العادل!.. كيف يكون الفرد مستبداً وعادلاً في آن واحد؟.. أليس الاستبداد ضد العدل.. أليس من معاني الاستبداد التفرد.. وحصر ملكية الأشياء والآراء والقرارات و التصرفات في شخص واحد فقط وقصرها عليه.. فهل هذا عدل؟ 2- الشيخ محمد عبده أحد رواد الاستنارة العربية كان أول من دعا لإصلاح حال الأمة العربية والإسلامية من خلال المستبد العادل.. ولا أدري ماذا كان سيقول اليوم لو رأى ما آل إليه حال الأمتين العربية والإسلامية بوجود المستبد. 3- المستبد استبد لأنه يرى في نفسه فقط المعرفة التي تؤهله أن يتحمل مسؤولية صناعة القرار واتخاذه.. أي أن الوسط الذي ينشط فيه المستبد هو النظام المركزي.. فكل ما حوله يجب أن يدور حوله فهو محور الكون لكل من يحكمهم. 4- المستبد يتعالى في سموه ونظرته إلى نفسه حتى يتوهم ويقع تحت تأثير أنه ممثل عن الناس أجمعين.. فهو الضرورة لهم.. وهو الأعرف بمصلحتهم.. وهو أفهم وأقدر منهم أجمعين.. لذلك لا يتلاقى بل يتصادم فكر المستبد مع الديموقراطية ومع دولة المؤسسات ومع مراكز التأثير ومع النظام الذي سوف يخلفه؟. 5- يبرر القائد كونه مستبداً.. إما بعدم ثقة بالكفاءات المتوافرة.. أو أنها مرحلة تأهيلية لمجتمع غير جاهز للديموقراطية.. لكنه لا يجيب على استفسارات: لماذا لم يأتِ بالكفاءات.. ولماذا يحدد الطريقة التي سوف يؤهل بها المجتمع.. ومتى سوف يتم له ذلك؟. 6- في زمن الاستبداد ترتفع مصطلحات الحزم والقوة والعفو والثقة والولاء.. كما تبرز فيه تهم الغدر والخيانة والكفر والعمالة والتمرد.. وفي المقابل يتم تهميش مصطلحات الحقوق والتعدد والدستور والشعب والحدود والشفافية. 7- في زمن الاستبداد يضعف الوفاء للأشخاص والولاء للأوطان والحب للرفاق والحرص على العائلة.. لأن أسير الاستبداد لا يملك شيئاً يحرص على حفظه. 8- يقول الكواكبي أول من ألف عن الاستبداد: (أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس أنه يرغم حتى الأخيار منهم على ألفة الرياء والنفاق.. فلا اعتراض ولا انتقاد ولا افتضاح.. لأن أكثر أعمال الأشرار تبقى مستورة.. يلقي عليها الاستبداد رداء خوف الناس من الشهادة على ذي شر.. وعقبى ذكر الفاجر بما فيه.. ولهذا شاع بين الناس قواعد كثيرة باطلة.. كقولهم: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.. وقولهم: البلاء موكول بالمنطق).. ويؤكد الكواكبي في كتابه عن الاستبداد: (أن غرس الأخلاق والتربية بالإقناع خير من التربية بالترغيب أو الترهيب.. وأن التعليم مع الحرية بين المعلم والتلميذ أفضل من التعليم مع الوقار).