ما حدث في نهاية شهر رمضان من قبل بعض المسافرين كشف قصور النقل الجوي الذي نحاول دائما ستره بالتجاهل أو تحميل طرف دون الآخر. وإن كانت المشكلة التي حدثت يتحملها المسافرون ووكالات الطوافة في بلادهم إلا أنها مشكلة جعلت الجرس يرن. وحقيقة أمر النقل الجوي لا يمكن تحميل جهة دون أخرى، فالوضع مترد، فثمة أمور لا يستطيع المسؤول التحدث عنها كونها تمس وظيفته، ولذلك تتم (الغمغمة) على هذا العجز من غير فتح ملفات كل جهة على حدة ومعرفة القصور أين تكون، وأن تعاد عملية إحياء همم الرجال لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي. ولا أعرف لماذا يتم الصمت حيال تردي النقل الجوي في حين تقول الإحصائيات إن 25 مليون سائح (ديني طبعا) يصلون للبلد سنويا، ويستقبلهم مطار متداع وخدمات أردى من المطار نفسه. وليصرخ المشاهد للوضع: كيف صمت المسؤولون عن تردي هذا العصب الحيوي في أي تنمية استثمارية مع أن الأرقام تقول إن متوسط النمو في طلب السفر من السعوديين وصل إلى 14% بينما النمو العالمي مجتمعا يمثل 5%.. كل الأرقام والوقائع والأمكنة. واعتقد أن المسألة ليست في يد جهة واحدة بل جهات مختلفة وهذا ما تجسده جملة (نريد من الدولة)، والدولة هي وزارات، وحين نقول دولة نعني أن الوزارات ليست في خط واحد، ومشكلة النقل الجوي أن هناك جهات كثيرة تتخاطف هذا الملف إما لحفظه أو لنثر أوراقه، ولهذا لم تحل هذه المشكلة إلى الآن، وتحول النقل الجوي إلى (كرة شراب) يتم تقاذفه من غير تسجيل أهداف أكثر من حلحلة خيوط الكرة وإعادة تربيطها.! فمثلا إلى الآن لم يسمح بخصخصة الخطوط السعودية ولم يسمح بدخول الناقل الأجنبي ولم يسمح بإيجاد التسهيلات التي تجعل المستثمر يصر على خوض التجربة بما يتلاءم مع سوق ضخم، ولم يسمح بأن تظهر الشفافية في هذا القطاع بحيث يشار إلى مكامن الخلل الحقيقية.. لم يسمح بإظهار حقيقة المطارات وتحملها وكل في هذا الجانب مغطى، ولهذا تظهر أزمة النقل الجوي في كل حين سواء في المواسم أو في الأيام العادية. فهل ننتظر علاء الدين مثلا لكي يعطينا مصباحه ونحقق المستحيل، مع أن القضية ليست بحاجة إلى عفريت بقدر حاجتها إلى الشفافية والعمل على تحقيق الأهداف.. يعني هل نحن بحاجة إلى نداء شعاره عفريت يا محسنين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة