كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض الأطباء العاملين في تخصصات محددة (باطنة، نفسية، تخدير) قد يكونون ضمن الفئات الأكثر إقبالا على الانتحار لاسيما إذا كانوا يعانون من الاكتئاب، بينما يأتي المغتربون وضحايا التفكك الأسري نتيجة الطلاق على رأس القائمة. ونقل موقع (سي. إن. إن) عن الدكتورة فاطمة الشناوي خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والطب النفسي في جامعة لندن قولها إن الإقدام على الانتحار يقل بين المتزوجين للشعور بالتماسك الاجتماعي، وكذلك وقت الحروب والأزمات السياسية لأن الجماعة يكون لها هدف محدد تسعى إليه. وأضافت أن الانتحار هو محاولة الفرد قتل نفسه، وهو في كامل إدراكه ووعيه، أو في حالة من فقدان الوعي؛ حتى يتفادى وضعية نفسية مؤلمة تنعكس بشكل سلبي وتؤدي إلى ما يعرف ب «العدوان على الذات»، مبينة أن معدلات الانتحار تزداد في الدول الأوروبية التي يقل فيها الترابط الأسري. وأوضحت الشناوي أسباب الانتحار طبقا للنظرية الفلسفية حيث يتبنى المقبل على الانتحار قناعة فلسفية بسبب الهواجس والوساوس تؤدي إلى إصابة الشخص بتدهور نفسي وعصبي، أو النظرية الاجتماعية التي تعود للعوامل المؤثرة على الفرد سلبا أو إيجابا، وتحدد علاقته مع الآخرين، مشيرة إلى أن حالات الانتحار تكثر بين المهاجرين، المغتربين، أفراد الأسر المفككة، الأرامل، المطلقين إضافة إلى بعض أطباء الباطنة والطب النفسي والتخدير. وأشارت إلى أن الانتحار يكثر عند المراهقين سواء الذكور أو الإناث، خاصة الأعوام 15 19، وعند كبار السن بين 55 60 عاما، إلا أنه يختلف في طريقة تنفيذه بين الجنسين، حيث يلجأ الرجال إلى استخدام الشنق، أو إطلاق النار، فيما تفضل النساء الانتحار بتناول كميات مضاعفة من الحبوب أو المواد السائلة الخطرة. مبينة أن المستوى التعليمي والحالة الاجتماعية يلعبان دورا في طريقة الانتحار. يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد ذكرت، في تقرير سابق لها بمناسبة «اليوم العالمي لمنع الانتحار»، الذي يوافق العاشر من سبتمبر (أيلول) من كل عام، أن نحو ثلاثة آلاف شخص يقدمون على الانتحار كل يوم، داعية وسائل الإعلام إلى «التعقل في تغطية حالات الانتحار» للحيلولة دون المزيد.