أظهرت دراسة علمية حديثة أن الأطباء العاملين في بعض التخصصات المحددة، قد يكونون ضمن الفئات الأكثر إقبالاً على الانتحار، خاصةً إذا كان هؤلاء الأطباء يعانون من "الاكتئاب"، بينما يأتي المغتربون وضحايا التفكك الأسري، على رأس القائمة. وأشارت الدراسة، التي كشفت عنها الدكتورة فاطمة الشناوي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والطب النفسي بجامعة لندن، إلى أن الإقدام على الانتحار يقل بين المتزوجين للشعور بالتماسك الاجتماعي، وكذلك وقت الحروب والأزمات السياسية، لأن الجماعة يكون لها هدف محدد تسعى إليه. وقالت الخبيرة المصرية، في ندوة عُقدت بالقاهرة مؤخراً بمناسبة "اليوم العالمي لمنع الانتحار"، إن معدلات الانتحار في الدول العربية تزايدت بصورة حادة خلال الفترة الأخيرة، نظراً لبعض الظروف الاجتماعية المعينة التي تعاني منها كثير من المجتمعات العربية، مثل الفقر وانتشار البطالة. إلا أنها أكدت، بحسب ما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، أن عملية الانتحار تختلف باختلاف المجتمعات، حيث تزداد معدلات الانتحار في الدول الأوروبية، التي يقل بها الترابط الأسرى عن الدول العربية. وأوضحت الشناوي أن الانتحار يُعتبر "عمل اختياري" يقوم الفرد من خلاله بقتل نفسه، وهو في كامل إدراكه ووعيه أو في حالة من فقدان الوعي، "حتى يتفادى وضعية مؤلمة"، ووصفته بأنه يُعتبر "عدواناً على الذات." وأرجعت أسباب الانتحار طبقاً لنظريتين، "النظرية الفلسفية" حيث يتبنى المقبل على الانتحار قناعة فلسفية بأنه جاء تلك الدنيا مجبوراً ومن ثم لا بد أن يرحل عنها بإرادته، أو "النظرية الاجتماعية" التي تعود للعوامل الاجتماعية التي تؤثر على الفرد بالسلب أو بالإيجاب، وتحدد علاقته مع الآخرين. كما ذكرت أن حالات الانتحار تكثر بين المهاجرين، والمغتربين، وأفراد الأسر المفككة، والأرامل، والمطلقين، وأطباء الباطنة، والطب النفسي، وأطباء التخدير. وأضافت أن هناك ثلاثة أنواع من الانتحار، بحسب ما يصنفها علماء الاجتماع، "انتحار أناني" يتمحور حول مشكلات الذات، و"انتحار غيري"، ومنها "الاستشهاد في سبيل الوطن، كالعمليات الاستشهادية"، إضافة إلى "الانتحار اللا معياري"، الذي يتسم أصحابه بعدم وجود قيم ومعايير اجتماعية. وأشارت إلى أن طرق الانتحار تختلف باختلاف الجنس، فمثلاً الرجال يفضلون الشنق، أو الانتحار بإطلاق النار، أما النساء يفضلن الانتحار بتناول الحبوب. كما تختلف طرق الانتحار باختلاف المستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية، والسن، كما أن حالات الانتحار عند المراهقين تتراوح بين 15 إلى 19 سنة، وعند كبار السن بين 55- 60 سنة. يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد ذكرت، في تقرير سابق لها بمناسبة "اليوم العالمي لمنع الانتحار"، الذي يوافق العاشر من سبتمبر/ أيلول من كل عام، أن نحو ثلاثة آلاف شخص يقدمون على الانتحار كل يوم، داعية وسائل الإعلام إلى "التعقل في تغطية حالات الانتحار" للحيلولة دون المزيد.