يأتي انعقاد المؤتمر العالمي حول ظاهرة التكفير .. «الأسباب .. الآثار .. العلاج»، الذي تنظمه في المدينةالمنورة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في منظومة اهتمامات مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، بمكافحة الإرهاب أيا كانت أشكاله، وطرائقه، ومهما تنوعت مدارسه؛ ولا شك أن المملكة العربية السعودية عانت كغيرها من المجتمعات العالمية من هذه الظاهرة الإجرامية التي أدت إلى سفك دماء الأبرياء وروعت الآمنين. نقدر لأمانة الجائزة ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعاونهما لعقد هذا المؤتمر الذي سيتم من خلاله مناقشة العديد من المحاور والأفكار حول هذه الظاهرة، والأمل معقود بإذن الله بالتوصل إلى نتائج إيجابية لمكافحة هذا الداء الخطير، والقضاء على أسبابه ومعتقداته التي يأتي في مقدمتها تكفير المجتمعات، وهو معتقد نشأ من الغلو والتشدد في الدين، وقد نهانا ديننا الحنيف عن الغلو فقال تعالي (لا تغلوا في دينكم)، وأبانت السنة النبوية ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). لقد سلكت الفئة الضالة فكراً منحرفاً رغم الجهود الجبارة لهذه الدولة في محاربة هذا الفكر الضال حماية للأمن وللأعراض والممتلكات، حيث تكاتفت أجهزة الدولة كلها بلا استثناء في محاربة هذا الفكر وحماية الفرد والمجتمع من ضلالاته؛ وكان لوزارة الثقافة والإعلام نصيبها من هذه الجهود حيث عملت على كشف مخططات هذه الفئة من خلال الندوات الإذاعية والتلفزيونية واللقاءات الصحفية، وعلى سبيل المثال قام التلفزيون باستضافة أكثر من سبعمائة شخصية إسلامية لمناقشة هذا الفكر وتبيين عوره وخطره على المجتمعات ، وسبل النجاة من أشراره. إن أصحاب الفكر التكفيري فئة تهدف إلى زعزعة الأمن وإشاعة الخوف والإفساد في الأرض ولكن الله دحرهم وكسر شوكتهم، حيث قامت الدولة وفقها الله بتكثيف الجهود لكشف نواياهم وخططهم وإحباط عملياتهم، بجهود جبارة من وزارة الداخلية التي ظلت تتابع أوكار هؤلاء المنحرفين وحربهم حتى ذهب في سبيل ذلك شهداء الواجب الذين نسأل الله تعالى أن يتقبلهم مع النبيين والصديقين والشهداء عند مليك مقتدر. لقد أثنى العالم كله على دور المملكة الكبير في محاربة هذه الآفة العالمية والعمل على اجتثاثها من جذورها من خلال التنسيق والتعاون الدولي في هذا الشأن. أسأل الله تعالى أن يوفق هذا المؤتمر لأهدافه النبيلة وأن يبصر هؤلاء الضالين ويدلهم على طريق الهداية والصلاح. * وزير الثقافة والإعلام