أصبح الاهتمام الأول للشباب هو اقتناء أبرز الكماليات وإكسسوارات الجوال التي تفنن البعض بها وحرص على اقتناء النوع الأفضل منها، حتى تحولت وسيلة الاتصال بين الشباب إلى إكسسوار مكمل لإبراز الشخصية والتباهي والتفاخر، فهناك إقبال كبير من قبل الشباب على اقتناء إكسسوارات الجوالات باختلاف ألوانها وأشكالها وأسعارها التي ترتفع قيمتها بحسب الماركة التي تحملها، بل قد يصل حب الاستعراض ببعضهم إلى اقتناء إكسسوارات من الذهب والماس. يقول محمد بحتري، وهو بائع في أحد محال بيع إكسسوارات الجوال «محال إكسسوارات الجوال تشهد إقبالا كبيرا من فئة الشباب ونعاني أيضا من ضغط كبير في تلبية احتياجاتهم من الإكسسوارات التي تشمل الجرابات الملونة، علاقات الرقبة، الماركات الرياضية، الماركات العالمية، والعلاقات التي تعلق على الصدر وتحمل أسماء الفنانين والمشاهير، بالإضافة إلى الكتابة على جراب الجوال»، موضحا «أرى أن السبب في هذا الشغف باقتناء الإكسسوارات على هذا النحو ظهور أغطية (كفرات) مختلفة الألوان والأشكال، فأصبحوا يخصصون لكل لبس لونا وينطبق ذلك خصوصا على جوالات البلاك بيري والآي فون، وهي من أكثر الأنواع طلبا من قبل الزبائن، حتى أضحى فن الكتابة على غطاء الجوال شائعا مع التفنن في الزخرفة». من جهته، قال الشاب أحمد محمد «أحب اقتناء إكسسوارات الجوال وتغييرها من فترة لأخرى، حيث إنها تعطي تغييرا وتجديدا في شكل الجوال، ولكن حبي لاقتنائها لا يصل إلى حد المبالغة كما نلاحظ من قبل البعض الذين يبالغون في تزيين الجوال إلى درجة إدخال الذهب أو الماس في إكسسواراته، أو شراء تعليقات لماركات عالمية تصل بعض أسعارها إلى أكثر من مائتي ريال، صحيح أنه تظهر في كل يوم ماركات جديدة تجذب الشباب والفتيات ولكن ليس بهذه الدرجة من المبالغة»، فيما أوضح نادر وجدي، أن بعض الشباب يحب التميز عن البقية فيلجأ إلى شراء إكسسوارات الجوال الأصلية لتمييز نفسه من بين الناس «لأن بحوزته الإكسسوار الأصلي وليس التقليد، وبعضهم يقتنيها بدافع الغرور والتكبر والتفاخر بين شريحة الشباب وأصدقائه». أم نايف قالت أيضا: أصبح لدى الشباب والفتيات شغف كبير وحب امتلاك لإكسسوار الجوال، وأصبحت هذه المسألة تجذبهم أكثر من الملابس والعطورات «فيستحيل أن يذهب الشاب أو الفتاة إلى السوق من دون أن يشتري إكسسوارا للجوال؛ سواء كان ميداليات أو جرابات أو كفرات، حتى أن أبنائي أصبحوا شبه متاجرين في هذه الإكسسوارات من كثرة اقتنائهم لها واستعمالها لفترة بسيطة، ومن ثم تركها في البيت حتى تكدست بكثرة». وأكدت عهد منصور على أنها لا تهتم كثيرا باستخدام الجوال «ولا أهتم أيضا بإكسسوارات الجوالات ولا أعطيها أي اهتمام، لأنها في المقام الأول والأخير مجرد مكملات ليست أساسيات، ولا تلفت نظري طريقة عرضها أو أشكالها، وكل ما يهمني هو الحافظة التي تحمي الجوال من الخدوش أو السقوط، وأعتقد أن هذه الظاهرة أصبحت للتبذير فقط». كذلك أوضح الشاب سعود جابر أنه حتى الأطفال الصغار أصبحوا مفتونين بهذه الأشياء ومحبين لها «ومن الملاحظ أنه بمجرد وصولهم أي سوق فإنهم يبحثون أولا عن محال إكسسوارات الجوال»، مشيرا إلى ظهور الزينة الجديدة مثل الرسم والكتابة على الأجهزة وطبع الصور عليها، بهدف تحقيق التميز عن بقية الشبان، حتى أصبحت هذه الظاهرة دالة على التبذير والمفاخرة الكاذبة بين الشباب.