منذ أن بدأت "التكنولوجيا" تغزو عالمنا، حتى بدأت المرأة تبحث عن التميز في مقتنياتها منها، وترجعه للرغبة الأنثوية والميل الفطري إلى الزينة والبحث عن الجمال في كل ما يوجد حولها، فنجدها تغطي جوالها بنفس لون درجات تطريز عباءتها، بحكم أن الجوال أصبح ضمن مكملات الزينة للفتاة، وبالتالي لا يوجد مانع من أن تتوافق ألوانه مع ملابسها. مبيعات الجنس الناعم تتصدر المشتريات.. والرجال «ما وراهم إلا الفقر»! رسومات ونقوش تلبي شركات "التكنولوجيا" مطالب النساء على منتجاتها، فتتوافر أجهزة "لاب توب" بألوان نسائية من الوردي والأحمر والبنفسجي، بل هناك شركات وفرت أجهزة برسومات ونقوش تشبه التطريز، وأخرى مرصعة ب "ألماس" أو "الكريستال" على أقل تقدير، وترفق معها حقائب من نفس التصميم، خاصة للأجهزة الصغيرة المعروفة بال "ميني لاب توب" أو "النت بوك"، التي يمكن أن تحملها المرأة وكأنها حقيبة يدها العادية الصغيرة، لكن شركات أخرى لم تكتف بمجرد اللون والتطريز، وإنما صنعت الجهاز نفسه على هيئة حقيبة نسائية كاملة لا يمكنك أن تكتشف حقيقتها إلا عند فتحها، وأحياناً من نفس لون الملابس لو طلبت المرأة ذلك، مع مرونة في تغيير الغطاء الخارجي حسب الطلب، وإن كانت هذه التصميمات الأخيرة لم تتواجد في الأسواق بعد بالشكل التجاري الكافي. موديلات نسائية أما شركات الهواتف الجوالة فكانت أسبق من شركات الكمبيوتر في هذا المجال، وصنعت موديلات نسائية تماماً، حتى تلك التصميمات التي تصلح للجنسين وضعت داخل علبة البيع الخاصة ببعضها، وغطاء خارجي من لون أقرب لذوق النساء، يمكن تركيبه بدلاً من الغطاء الموجود، ليصبح بشكل مختلف وكأنه واحد آخر جديد خاص لهن. ماركات عالمية ولم تترك الماركات العالمية المعروفة المجال من دون أن تدلي بدلوها، فصنعت أغطية للجوالات تبدو عليها الفخامة والرقي، واهتمت أكثر بالجوالات باهظة الثمن، فهي حتماً من سيهتم حاملوها بشراء غطاء ماركة لها، فالآن يمكن للسيدة التي تحمل حقيبة من "غوتشى" أو "لويس فيتون"، أن تمسك كفها بموبايل يرتدي نفس اللون والشكل، وكذلك فعلت "فيرزاتشي" و"فيراري" و"أيد هاردي" وغيرها، ودخلت إلى حلبة المنافسة أيضا حقائب "اللاب توب" النسائية، وتتفاوت أسعارها حسب الخامات المصنوعة منها والموديل، وأحياناً مكان البيع. تميز بالتصميمات تقول "تركية البيشي": كنا في السابق نلجأ إلى بعض التفاصيل الصغيرة التي يمكنها أن تميز هواتفنا عن هواتف أشقائنا أو الزوج، من خلال صنع تغطيات وجوارب خارجية للجوال بألوان وتصميمات مختلفة، أو تركيب تعليقات مضيئة وملونة، مضيفةً أن المحلات الآن أصبحت تمتلأ بكل جديد وجميل في هذا الشأن، وما إن ينزل نوع جديد من الجوالات إلى الأسواق إلا وتجد له عشرات الموديلات ومئات الألوان الخاصة به، مشيرةً إلى أنه لم يعد من الصعب الحصول على اللون المفضل أو الشكل المحبب، وما يمكن أن يتناسب مع كل الأذواق والملابس التي نرتديها. ارتفاع الأسعار لكن برغم هوسها بتزيين جوالها، تشكو من المبالغة في ارتفاع أسعار إكسسوارات و"كفرات" بعض أنواع الهواتف، رغم أن مادة صنعها عادية جدا حيث تقول: أحمل جهاز هاتف من ماركة معينة، وعندما أرغب في البحث عن إكسسواراته أجدها غالية جداً، رغم أن بجانبها نفس الخامات والأشكال المخصصة لهاتف من ماركة أخرى سعرها منخفض إلى أقل من ربع الأخرى التي تصلح لجوالي، متسائلةً: هل أصحاب المحلات هم المسؤولون عن ذلك لزيادة الطلب عليها؟، أم أن الشركات المصنعة هي السبب؟. سيدة تحمل حقيبة من «غوتشى» أو «لويس فيتون» تمسك في كفها «موبايل» يرتدي نفس اللون والشكل ذوق خاص وتتباهى "سميرة محمد" - موظفة بنك -، بأنها تصنع بنفسها إكسسوارات جوالاتها وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، وتجد هذا أمراً في غاية السهولة والبساطة، كما أنه يضفي ذوقها الخاص على أغراضها، فضلاً عن التوفير الكبير في المال، حيث تقول: تمتلأ المتاجر والمكتبات بكثير من الأقمشة والجلود الملصقات وتصميمات "الكريستال" الملون المختلفة، والتي يمكن أن نصنع منها أشكالاً مبهرة حسب ذوق ومهارة صاحبته، مضيفة أنه حتى تلك التي لا تمتلك الوقت أو مهارات ترتيب "الكريستالات"، ستجد تصميمات جاهزة ما عليها إلا فكها ولصقها على ما تريد من أدواتها في الحال، وهي رخيصة وجميلة في الوقت نفسه، وكلها أشياء تسمح بتغيير وتجديد شكل الأجهزة باستمرار، من دون الحاجة إلى تغييرها نفسها ما دامت مواصفات الجهاز جيدة. إدمان الفلاشات وتعترف "فاطمة" أنها تنفق نسبة كبيرة من راتبها على إكسسوارات الأجهزة، وتقول: إنها كلما قررت أن تتوقف تعود من جديد إلى إنفاق المزيد من المال وجدت تصميماً جديداً، مضيفةً: "أعشق الفلاشات ولا أستغني عنها، فأنا أنقل بها كثير من البرامج والتطبيقات والأفلام وغيرها من زميلاتي وصديقاتي، وأستخدمها بشكل يومي، وفي البداية لم أكن أهتم كثيراً بشكل الفلاشة، وكنت أنظر لها باعتبارها وسيلة جيدة لحفظ ونقل الملفات، لكن في إحدى المرات جائتني واحدة شكلها مدهش من إحدى صديقاتي كهدية، كتبت عليها بالكريستال اسمي واسمها في أحد المتاجر، وأعجبتني جداً، ومنذ ذلك اليوم وأنا مغرمة بأشكال الفلاشات وأتابع الجديد منها، بل وأستخدمها حتى على شكل قلادة أعلقها في رقبتي، وهي تضاهي أجمل قطع الإكسسوار النسائي"، ذاكرةً أنه أحياناً لا تجد في المحلات ما يشبع هوايتها تلك، وتضطر للجوء إلى "الإنترنت"، للحصول على الجديد والجميل منها. بيع وترويج وعلى الإنترنت وعبر المنتديات النسائية أو تلك المتخصصة في البيع والترويج، يمكنك أن تجد كثيرا من الأشكال المبهرة النسائية بامتياز للفلاشات والماوس والسماعات وغيرها، التي قد لا تدرك أنها قطعة إلكترونية، إلا بسبب التعليق المرفق بصورتها، حيث ظهرت فلاشات على شكل قلوب حمراء، وهناك الأخرى المرصعة بالكريستال وأحياناً ألماس، وثالثة على شكل أطعمة، وتكون جميعها غالباً بأسعار مرتفعة، إلا أن رغبة الفتيات في التميز والحصول على "الطلة" الأنثوية لا تجعلهن يتوقفن كثيراً أمام مشكلة السعر. ساحة نقاش وتحولت هذه المنتديات إلى ساحة نقاش في التكنولوجيا، ولكن على الطريقة النسائية، فهي مناقشات لا تغوص في مواصفات الأجهزة بقدر اهتمامها بالشكل والتصميم، وتتسابق العضوات في وضع أخبار وصور عن الجديد في هذا العالم، فضلاً عن أفكارهن لصنع هذه الزينات بأيديهن، بينما استغلت أُخريات ساحات المنتديات لبيع بعض من تلك المنتجات، سواء المصنوعة يدوياً من قِبلهن، أو التي أنتجتها الشركات المتخصصة، وبعضهن تطلب مراسلتها لشراء المنتج، لكن الأخريات واللاتي يقدمنها كخدمة للعضوات، يصفن باستفاضة أماكن وجودها بالمحلات والمكتبات المختلفة لتسهيل الحصول عليها. طابع أنثوي ويقول "فراس سعيد" مدير محل إلكترونيات: إن السيدات يقبلن بشدة على الألوان ذات الطابع النسائي أكثر من الألوان المعتادة، لكن هذا لا يمنع أن يشتري بعضهن "لاب توب" باللون الأسود مثلاً، وعن سبب نفاد الألوان المميزة وخاصة الوردي من بعض المتاجر سريعا، أرجع ذلك إلى زيادة الطلب النسائي عليها، موضحاً أن توفر هذه الألوان يكون على حسب إمكانات المتجر، فالمتاجر الكبرى والمتخصصة يمكن بسهولة أن يجد فيها الزبون طلبه، موضحاً أن هذه الأجهزة ذات الألوان الخاصة تباع بالسعر المعتاد للجهاز نفسه أياً كان اللون، وليس كما يعتقد بعضهم بأنه أعلى ثمناً، فالفيصل هنا هو نوع وماركة ومواصفات الجهاز وليس اللون، لافتاً إلى أن الطلبات النسائية الخاصة من المنتجات التي تحمل طابعاً أنثوياً، وصلت إلى كل شيء، حتى الفلاشات بأشكال عديدة وباقي ملحقات أجهزة اللاب توب، لكنها ليست متوفرة بالشكل الذي يأملنه، ولكن عندما تأتي المرأة لشراء جهاز "حاسوب" فإن الأهم لديها هو الشكل أولاً وقبل كل شئ. منافسة شديدة ويرى "علي سرار" مدير محل لبيع الهواتف الجوالة وإكسسواراتها، أن شراء أغطية الجوالات الجديدة يستهوي الشباب من الجنسين، إلا أن الفتيات دائماً ما يبحثن عن ألوانهن المفضلة، وهي عادة الوردي في المقام الأول، يليه الأحمر والبنفسجي والأخضر، وكذلك الأبيض والعنابي وهما لونان مشتركان مع الشباب، مضيفاً أن كل الهواتف تقريباً توجد لها أشكال عديدة من "الكفرات"، لكن "البلاك بيري" و"الآي فون" هما الأوفر حظاً، فتتوفر لهما أنواع عديدة، باعتبارهما الهاتفين الأكثر طلباً من قِبل الشباب، مشيراً إلى أنه مع كثرة الطلب على أغطية الجوال ونزول موديلات حديثة انخفضت أسعارها، ف "الكفرات" التي كانت منذ فترة تباع ب 250 أو 300 ريال وصل سعرها الآن إلى 150 ريال، وأحيانا 100 ريال فقط في بعض المحلات، نظرا للمنافسة الشديدة بين المتاجر ونزول الأحدث.