الصومال تحتضر فهل من مجيب؟ الصومال تحتضر فهل من منقذ؟ كما سمعنا من الأحاديث المتناقلة سابقا وشاهدنا عبر قنوات التلفاز المتعددة الآن موجة الجفاف التي تكتسح وتجتاح الصومال في الآونة الأخيرة وما تعرض له الشعب الصومالي من جوع وفقر ونكبات دامت سنوات عديدة، فحجم معاناتهم كبيرة لا يعلم بها إلا الله وما يتضح لنا شيء من لا شيء، فما نراه ما هو إلا صورة تنقل جزءا من المعاناة عبر الشاشات، أما الواقع فهو أعظم بكثير. فقد عانوا قلة الغذاء والدواء وقلة تقديم الخدمات إلى أن انعدمت الآن، ناهيك عن الحروب الأهلية التي مروا بها فلا استقرار ماديا ولا اجتماعيا ينعمون به. ومن المحزن أيضا رؤية هذه الصورة المحزنة لشعب مسلم بهذه الحالة والوقوف مكتوفي الأيدي وأخذ دور المتفرج فتصبح الفاجعة أكبر والألم أعظم. فهم لا حول لهم ولا قوة ينتظرون إخوانا لهم في شتى بقاع الأرض لنصرتهم فلتكن أول الغيث قطرة ولتنهال عليهم التبرعات كالسيل وليكن قدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه) حديث شريف. فهذا حديث عظيم، فيه الخير للمؤمنين والحث على أن يكونوا إخوانا متراحمين متحابين متعاطفين، يحب كل منهم للآخر ما يحب لنفسه. ومن هذا المنبر النبيل نناشدكم بالدعم ومد يد العون فهلموا يا أبناء المسلمين لمساعدة إخوان لكم ضاقت بهم الأرض بما رحبت وساعدوهم بما تجود به أنفسكم ولا تستهينوا بصغيرة قد تكون كبيرة عند الله واذكروا قول الله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة:274. د. نوال العمودي