حين تتعالى أصوات الشعوب من حولنا مطالبة أنظمتها التي تحكمها، باحترام كرامتها والوفاء بحقوقها وتتحول تلك المطالبات إلى قضايا مفصلية لا تلبث أن تغدو صراعا سلميا أو عسكريا بين تلك الشعوب وتلك الأنظمة، فإن من حق المواطن السعودي أن يحمد الله على ما وهبه من نعمة العيش في بلد لا يصون شيئا كما يصون كرامة الإنسان فيه مواطنا كان أو مقيما، ولا يحرص على شيء كما يحرص على احترام حقوقه كاملة غير منقوصة ولا مبتسرة، بل هو وطن سخر كل مقدراته وإمكاناته ليوفر لمواطنيه حياة حرة كريمة. وإذا كان كل شاهد من حولنا يشهد بذلك فإن تعميم وزارة الداخلية لأمراء المناطق ولجميع الجهات والأجهزة الحكومية يأتي تعزيزا لهذا الحرص وتكريسا لهذا الاهتمام بكل ما يمكن أن يجعل حقوق المواطنين وحرياتهم فوق كل اعتبار ما دامت هذه الحقوق حقوقا كفلها لهم الإسلام وصانها لهم النظام وما دامت هذه الحريات حريات مسؤولة تعرف ما لها وما عليها ولا تشكل خروجا عن قيم أقرها الشرع أو استقرت في العرف. ليفخر كل مواطن أنه في بلد كل ما فيه شاهد على أنه بلد يجعل من تحقيق حرية المواطن أكبر مشروع يحرص عليه ويعمل من أجله.