ابتداء من الأسبوع المقبل تعود الحياة لمختلف المؤسسات التعليمية، وينطلق مشوار جديد من عطاء المعلمين وأعضاء هيئة التدريس، والطلبة، يعد للبعض الخطوة الأولى في مجال حيوي ومتجدد كالتربية والتعليم. وتستلزم التجربة التدريسية الأولى للمعلمين والمعلمات، وأعضاء هيئة التدريس التزود بقدر كاف من المعلومات التي يمكن أن تعوض قلة خبرتهم، كونهم يدلفون أبواب المدارس والجامعات لأول مرة، وهو ما يفرض إعداد برامج توعوية وتدريبية مناسبة، تعرفهم بما يتوجب عليهم للوفاء بمتطلبات مسؤولياتهم المناطة بهم. وتنفذ عدد من مؤسسات التعليم العام والعالي برامج تدريبية للمعلمين، وأعضاء هيئة التدريس الجدد، لكنها قد لا تسعفهم لتقديم حصصهم ومحاضراتهم الأولى بكفاءة وفاعلية، خاصة أن معظم هذه البرامج تركز على الجوانب النظرية، وتقدم لمن هم على رأس العمل، في الوقت الذي يفترض تدريبهم في بيئات عمل حقيقية قبل نزولهم للميدان، ومباشرتهم لأعمالهم في المدارس والجامعات. تقدم جيني كونينغهام J.Cunningham في كتابها (الدليل المرافق للمعلم الجديد) الذي ترجمه ونشره مكتب التربية العربي لدول الخليج، عدداً من النصائح لمساعدة المعلمين الجدد خلال السنة الأولى الحاسمة من مشوارهم الطويل في مجال التربية والتعليم. ويركز الدليل على أساسيات التدريس المتميز، والتخطيط للحصص والمحاضرات وإدارة الوقت بحيث تكون كل دقيقة مفيدة ومملوءة بالتعلم، والتحقق من نسبة التعلم لكل طالب، من أجل ضمان تعلم الطلبة بالتأكيد على سؤال رئيس: ما الذي يتعلمه الطلبة حقا؟ وما الذي يقدرون على فعله؟ وما الذي يمكن أن يعزز تعلم الطلبة واستيعابهم؟ وكيف تتم مراجعة الدرس، أو إعادة تدريسه للذين لم يستوعبوه بعد؟ وفي السياق ذاته؛ يورد أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة إرشادات مهمة للعاملين في المجال التربوي، تمثل خلاصة آراء لمجموعة من المعلمين والأساتذة الخبراء، وعلماء النفس المتميزين. ومن أبرز ما ركزت عليه هذه الإرشادات، أن يكون المعلم إيجابياً ومتحمساً لرسالته، وألا يخجل من قول: «لا أعرف»، وأن يتصف بالمرونة والانفتاح الذهني، وغزارة المعرفة، وأن يحترم مشاعر الطلبة، وأن يكون متمكنا من تخصصه العلمي، ومستعداً لتجريب أفكار وأساليب تعليمية جديدة. وفي مجال التدريس الجامعي، تؤكد التجارب على أهمية حفظ أسماء الطلبة، لأن اسم الشخص هو أكثر الأشياء أهمية لديه. والاهتمام الحقيقي بالآخرين، والاستماع الجيد لهم، وتشجيعهم على التحدث عن أنفسهم، وإشعارهم بالأهمية، وكذلك التقليل من إلقاء المحاضرات، والاكتفاء بتقديم مقتطفات قصيرة من المفاهيم الرئيسة والصعبة ممزوجة بالخبرات الذاتية، مما يجعل الطلبة أكثر انغماسا في تعلمها، وبالتالي أسرع استيعاباً لها. • كلمة أخيرة: خلاصة الخلاصة، فإن معرفة الخصائص النفسية، والعمرية، والاجتماعية، والثقافية للطلبة، والحكمة في التعامل معهم، وتقديم تربيتهم على تعليمهم، عوامل جوهرية لتحقيق تدريس ناجح وفعال. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة