أكدت مصادر متطابقة أن العقيد الليبي الفار معمر القذافي "لا يزال في ليبيا"، في وقت بقي الترقب سيد الموقف في المحادثات الجارية حول تسليم بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي. وصرح متحدث باسم الثوار بأنهم يحاصرون القذافي حاليا، وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت. ورفض المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس أنيس الشريف تحديد مكان القذافي، إلا أنه أكد أنه لا يزال في ليبيا. وأوضح أن تقنيات عالية ومعلومات استخباراتية بشرية ساعدت في الوصول لمكانه. وقال "القذافي محاصر في منطقة نصف قطرها 60 كلم تطوقها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الليبي". كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أنه وفق المعلومات التي حصلت عليها واشنطن، "فإن مسؤولين كبارا في النظام" الليبي السابق كانوا في الموكب الذي عبر إلى النيجر، لكنها تداركت "لا نعتقد أن القذافي نفسه كان من ضمنهم". وأضافت "ليس لدينا أي معلومات توحي بأن القذافي موجود حاليا في مكان آخر غير ليبيا". وفي سياق متصل قال ضابط كبير سابق في الجيش الأميركي شارك في قيادة جهود القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إنه يعتقد أنه سيتم القبض على القذافي ما دام من يتعقبونه يستخدمون المخابرات المحلية ويركزون على حراسه المقربين. وأضاف اللفتنانت كولونيل المتقاعد ستيف راسل أن للقذافي صفات شبيهة بصدام وغيرهما من الحكام المستبدين تجعل من المرجح أن يعتمد على شبكة صغيرة من الموالين شديدي الإخلاص. ومن جهته قال مشعان الجبوري مالك قناة الرأي التي تبث من دمشق "أستطيع أن اقول إنني تحدثت مع القذافي مؤخرا، وهو لا يزال في ليبيا ومعنوياته عالية جدا ويشعر بالقوة وليس خائفا". وأضاف النائب العراقي السابق وصاحب المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي لا تزال على تواصل مع القذافي عبر الهاتف من سورية "سيكون القذافي سعيدا إذا ما مات أثناء قتاله ضد المحتلين". وتابع أن "نجله سيف الإسلام، بنفس الروح المعنوية". وضاعف عبور موكب كبير من السيارات المدنية والعسكرية الآتية من ليبيا مدينة أغاديز شمال النيجر أول من أمس، التكهنات حول فرار الزعيم الليبي السابق. غير أن وزير خارجية النيجر محمد بازوم أكد أنه لا يجري الحديث عن القذافي، مقللا من الأهمية التي أعطيت للمواكب التي عبرت، وخصوصا موكب يقل عشرات السيارات. واستبعدت بوركينا فاسو تماما منح اللجوء للقذافي "لأنها لا تريد خلق مشكلات". وفي غضون ذلك بقي الترقب سيد الموقف في بني وليد أحد آخر معاقل معمر، في ظل محادثات متقطعة بين الثوار ووجهاء المدينة لدخولها بشكل سلمي. وقال رئيس المفاوضين من جانب الثوار عبدالله كنشيل إن "المفاوضات كانت ناجحة بالأمس ونحن بانتظار الضوء الأخضر للدخول". ويؤكد مسؤولو المجلس الانتقالي أنهم ملتزمون بتجنب إراقة الدماء في بني وليد، حتى بعد أن جرى إطلاق النار على وفد من المدينة كان يفاوض الثوار. وقال كنشيل إن "الكبار انضموا إلى الثورة"، مضيفا أن بعضهم كانوا في طرابلس وآخرون عادوا إلى بني وليد بعدما منعوا في الأساس من الدخول إليها. وتضاربت المعلومات حول مدى نجاح المفاوضات، إذ إن بعض المقربين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي شددوا على أن المحادثات تقترب من مرحلة الاختراق، فيما أصر آخرون على أن وقت التفاوض انتهى. من جانب آخر أكد رئيس المجلس العسكري للثوار الليبيين في طرابلس عبد الحكيم بلحاج أن الثوار ليست لديهم "أي أجندة خاصة تخيف لا غرب ولا شرق"، مشددا على أن ليبيا لن تتحول إلى عراق ثان. وقال بلحاج في مقابلة بمكتبه في منطقة سوق الجمعة بطرابلس "لم نرتبط في يوم من الأيام مع تنظيم القاعدة بوحدة فكرية، كل ما في الأمر أننا وجدنا في ساحة واحدة في وقت واحد وهذا لا يعني أن نكون على ارتباط فكري". وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اعتقلت عبد الحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحلته قسرا إلى ليبيا حيث سجن في سجن أبو سليم الشهير لسبع سنوات.