هموم الناس لا تنتهي، فكلما أحسسنا بالفرج وبأن هناك مستشفيات عامة بقدرات وإمكانات حديثة ومتطورة قد قرب افتتاحها وبالذات في محافظة جدة المكتظة والمزدحمة والممتلئة من كل حد وصوب، تأتينا التصاريح من المسؤولين عامة كالعادة، وغير مقيدة بزمان محدد أو مكان. مستشفيات جدة القابعة تحت الإنشاء منذ عدة سنوات عددها اثنان، الأول شرق جدة في حي السليمانية والثاني في الشمال قرب مخطط الموسى إن لم يكن في وسطه. هذه المستشفيات ملت الناس من كثر السؤال عن موعد افتتاحها، وحسب علمنا أن مبالغ إنشائها وتجهيزها قد اعتمدت وصرفت ما يجعل استغراب الناس وسؤالهم في محله. لا أعلم أن من ضمن طرق تنمية أي مكان في العالم تركه حتى يتضاعف عدد سكانه عدة مرات كمدينة جدة دون أن تكون هناك خطة واضحة مواكبة للارتقاء بصحة وتعليم سكان هذا المكان، التنمية ليست في المخططات والأحياء وانتشارها وامتداد المدينة شمالا أو جنوبا، التنمية منظومة متكاملة لا يجب أن نختار جانبا منها ونهمل ونغفل الجانب الأهم والأرجح. كلها مستشفيان ماذا فعلت إدارات الصحة لإنجازهما في الوقت المناسب والمحدد، وماذا سيقولون يوم افتتاحهما، هل سيعترفون أن بناءهما وتجهيزهما أخذ ما بين 8 إلى 10 سنوات، أو سيغني ويصفق الجميع بأنهما أنجزا وينسوا أنه قد شارك في إنجازهما ثلاث إدارات تعاقبت على الصحة. قد تكون هناك أسباب خارجة عن إرادة هذه الإدارات، ولكن ألم يكن الأجدر والأفضل لهذه الإدارات التبرؤ والتنصل من هذا الإخفاق. صحيح أن الوصول ولو متأخرا أفضل من عدم الوصول، ولكن هذا لا ينطبق على صحة المواطن، فقد يمرض ويموت الآلاف دون أن يجدوا فرصة لعلاج آمن ومناسب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة