عاد منتخبنا من مسقط بنقطة واحدة جناها من مباراته الأولى أمام المنتخب العماني الشقيق في استهلالية مساره في دوري مجموعته في تصفيات المشاركة بكأس العالم المقبلة، وهي نتيجة غير مرضية قياسا بفارق التاريخ والإمكانات والمكانة بين المنتخبين ولكنها تبقى نتيجة منطقية، فمنتخبنا فقد هويته والكثير من هيبته منذ زمن، ولا يمكن لريكادر الهولندي أن يعيد بناء كل شيء وهو لم يبدأ بعد، فمن درب المنتخب في مباراة عمان هو (ريكارد العرب) وليس ريكارد الهولندي.. هذا القول لا يحمل إسقاطات معينة ولا إيحاءات مواربة، بل هو اختصار للكثير من القول، فريكارد لم يتعرف بعد على أسماء اللاعبين ولم يتابعهم في معترك الدوري، بل إنني على يقين أنه لم يختر التشكيلة بناء على رأيه الفني، بل بناء على القوائم التى تقدم لكل مدرب نتعاقد معه لتدريب منتخبنا وأشرطة مباريات منتقاة قدمت له وبعض الاستشارات التي قدمها له من يحملون أسماء مستشارين وخبراء في اتحاد كرة القدم، بل قد يكون لهم بعض التأثير حتى في خطة اللعب التي تناسب اللاعبين السعوديين حسب رأيهم.. ريكارد ليس ملاما على المظهر الرتيب الذي ظهر به منتخبنا، والذي يعتبر امتدادا لواقعه السابق، ولم يحدث أية تطور في أداء المنتخب سوى بعض الديناميكية غير المنضبطة في حركة بعض اللاعبين بالرغم من أن كل الخطوط كانت تعاني من مشكلات فنية باستثناء حراسة المرمى، فقد استطاع العتيبي أن يحمي شباكنا من هدفين على الأقل.. ما حدث في مسقط كان متوقعا وليس من المفترض أن يرفع مستوى ضجيج الأسئلة الذي لم يهدأ منذ عام 2000م، ويقيني أنه لن يحدث تغيير يذكر لمنتخبنا في دوري مجموعته ولا يمكن محاسبة ريكارد على مخرجات واقع وجده أمامه وليس لديه متسع من الوقت لتغييره، بل كل ما يملكه هو تحسين هذا الواقع ما أمكن للمرور من دوري المجموعات ثم بعد ذلك يبدأ في تطبيق فلسفته، خصوصا أن الأمير نواف بن فيصل أكد على منحه جميع الصلاحيات فقط ليهدأ الضجيج المحيط بريكارد مهما كانت مصادره، فقد تعبنا من الوصايا والاستشارات والقوائم الجاهزة والنقد المعلب في علب ملونة، التي لم نجن منها إلا الصداع و ضياع الاتجاه، وأهرامات متراكمة من خيبات الأمل تزداد ارتفاعا وضخامة كلما شاركنا في بطولة.