ما إن أعلن خبر استبعاد المدرب الهولندي فرانك ريكارد لقائد المنتخب محمد نور إلا وأحدث ذلك الموضوع جدلا عظيما بالأوساط الرياضية والإعلامية وحتى الشعبية ، ومع أن قرار الضم أو الإبعاد يفترض ومفترض به أنه من القرارات الشخصية الالتزامية وفق منظور العمل والتخطيط والترتيب للمدرب وفق خطة مسبقة ومعدة إلا أن استبعاد نور أثار الجدل ولخبط الأوراق قبيل بدء مرحلة المعسكرات الإعدادية استعدادا للمراحل المقبلة من التصفيات ، والغريب مع أن ليس في الأمر غرابة إذا تعلق هذا الأمر بنور وياسر وهذا بذاك ولا أعلم أي ارتباط كوني يجدونه في المسألتين، وفي خضم السياق ما الذي سيمنع من وجود ياسر مع نور سوية في التشكيل لو كان هناك ضرورة لوجودهما معا، أم هم مجرد مختلقين للمشكلات والشرذمات والتفرقة بين صفوف المنتخب الوطني الواحد؟! من جهتي وبناء على معطيات كثر أجد أن القضية أبسط مما يتم طرحه وتفنيده هنا وهناك ، فالمسألة برمتها مرتبطة بقناعات مدرب جاء لأداء عمله كما يرى هو وكما يعتقد ، (نور) قامة مهمة في خارطة أي فريق يرتكز فيه ولا مجال وهو لاعب صاحب خبرة وبصمة وطريقة تعاطي سار عليها الفترة الماضية وبالتالي يبقى بلا تأثير في قائمة منتخب بلاده! ريكارد عقد مؤتمرا ليل أمس بذات الخصوص حاول من خلاله الكشف عن بعض النقاط التي نبحث عن إجابات عليها وبالذات ما يتعلق بقرار الإبعاد والضم والاستراتيجية السائر عليها مع أنه من المعروف عن هذا المدرب ميله لن تقول (للمغامرة) بل (للثقة) بإذن الله بالعناصر الشابة وإعطائها فرصة الحضور وتحقيق المكتسبات واتضح ذلك في قيادته سابقا لبرشلونة من خلال ديكو وإيتوا وتشافي الذين ذاع صيتهم الآن وأصبحوا نجوما بتأثير فرض الثقة على إمكانياتهم الكبيرة والمختزنة وبالتالي هي ثقة لم تذهب بغير محلها ، وأعتقد أن المدرب سائر على هذا النحو مع منتخبنا باختياراته للأغلبية والتركيز على نقطة شحذ الهمم وبث الثقة واستغلال الطاقات الكامنة لدى الشباب!! بالنسبة لموضوع نور وياسر فأعتقد أنه من (الحماقة) الاستمرار بالتناول على هكذا منوال لا يصدر سوى الفرقة والتأليب والعدوان بين أفراد المنتخب الواحد الذي ينبغي أن تنضج استعداداته على قلب واحد وعقل واحد وجسد واحد .. ولكن هيهات!! منطقيا لو أردنا (تجنيب) العاطفة جانبا سنرى بذات الاتجاه الموضوعي البعيد عن التعصب الأعمى الذي أضر بالكرة السعودية كثيرا ، وسنفرق بين القرارات منطق التقبل وترك المسؤولية لذويها بعيدا عن تأويلات هذا قرار فني وذاك إداري! فالمنطق واضح والفكرة بالغة والمنتخب تنتظره مشاركة حساسة مهمة تجاه الظهور بشكل جيد ومختلف بالتصفيات القارية ومستقبل دولي جديد يحدد مصير المشاركة المونديالية ، فريكارد هو المسؤول وليس ...!! دعونا نبعد عن أذهاننا ومخيلاتنا وذكائنا الحاد شبح القرار الإداري .. لنسلم فقط!!