تستعد الفنانة التشكيلية غادة المحمدي لإقامة معرضها الأول (انتظار) خلال الفترة المقبلة ب40 عملا فنيا؛ تناولت فيها، قضية المرأة السعودية من وجهة نظر فنانة بلوحات مفعمة بالهدوء والرومانسية، وكأن غادة المحمدي تقول في معرضها الجديد إنه لا يمكن للفرد أن يكون إلا من خلال العالم الذي يحيا فيه، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستشعر الوحدة، بل هو الوحيد من باقي الكائنات الذي يمضي حياته بحثا عن الآخر، وقد تماثل أو تلخص لوعة الحياة وحيرتها لوعة ذلك الإحساس الطاغي بالوحدة، التي ربما يكون الحزن صنوا لها. لقد استعانت المحمدي في لوحاتها بصدق وديمومة موهبتها. ربما تكون تلك الأعمال إحساس الفنانة العارم بالوحدة والحزن الذي يأخذ كثيرا من البنات خاصة في فترة مراهقتهن أو إقبالهن لحياة جديدة تمثل الاستقرار العائلي والزواج، في لوحاتها تقاوم غادة اليأس والضجر والعزلة بحس خالص من الانفتاح والتوليف والتناغم الوجداني مع ألوانها لتسهم في إيجاد عالم لها ولقريناتها في مجتمع أصبح أكثر اعترافا بالمرأة من السابق، إنها لوحات تنبض بسماع ضجيج همسات تلك الوحدات والوجوه النسائية الطافحة بالحب والنور ووجع الانتظار والأنوثة الطاغية. تلزم لوحات المحمدي نوعا من القيم المثلى لدوافع وأسباب فعلها وثراء توجهها التي هي خلاصات نوعية وتقابلات ذهنية لملكات إبداعية ليست سهلة، لكنها متوقعة ممن يحاول ويكون شغله الشاغل هو الفن والرسم لا غير.