أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يعد أحد رواد العمل الخيري في المملكة ومؤسسيه على أرضها. وقال الدكتور العثمان إن تأسيس جمعية الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية يأتي ذلك منه تجسيدا لحسه الإنساني النبيل في الاهتمام بالفقراء والمحتاجين، تفعيلا منه لمبدأ التراحم والتلاحم بين المسلم وأخيه. ولأن الأمير سلمان يريد لجهوده الخيرية دورا أوسع وفاعلية أكثر في خدمة الفقراء والمحتاجين، فقد تولى رئاسة عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، فكان لهذه الرئاسة الكريمة من سموه أثر في منح تلك الجهات ثقلا اجتماعيا، وجعلها مراكز لتصدير العمل الخيري واحتضان جهود وأموال راغبي المساهمة فيه وداعمي أعماله. وتابع مدير جامعة الملك سعود «ويتجلى الأمير سلمان في إدارة الأعمال الخيرية بالتزامه بنهج ثابت فيها، يتمثل في تحويلها من الطابع الفردي إلى الطابع المؤسسي حتى لا يكون العمل الخيري عملا محتكما إلى الاجتهادات الفردية، أو مقيدا في حركته ونشاطه بظروف الفرد القائم عليه، لأن العمل الخيري إذا كان كذلك كان مهددا بالتوقف، وهو ما لا يريده سمو الأمير سلمان الذي يحرص على أن يكون نشيطا دائماً لا تضعف حركته، ولهذا وجدناه يبادر نحو وضع العمل الخيري أيا كان نوعه في إطار مؤسسي ليضمن نشاطه واستمراره وعدم ارتباطه بشخص معين، وهذا ما صنعه يحفظه الله بتأسيسه جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، وتأسيسه هذه الجمعية، جمعية الأمير سلمان للأعمال الخيري». وعن الجمعية قال الدكتور العثمان «تتمثل أبرز مهام هذه الجمعية في دعم الأعمال الخيرية، وكذلك الجمعيات الأخرى العاملة في الشأن نفسه في مدينة الرياض وذلك بتقديم الخبرات لها في إدارة العمل الخيري ومتابعته، وتدريب منسوبيها ودعمها بما تحتاجه لتحقيق أهدافها، وهذا يعني أن هذه الجمعية لن تكون جمعية تقليدية، بل ستكون بيت الخبرة الأول في شؤون العمل الخيري، ومرجع الجمعيات الأخرى في استثمار أفكارها وخبراتها وتلقي الدعم والمساندة منها. كما ستسعى جمعية الأمير سلمان للأعمال الخيرية إلى تأسيس وقف لها يقوي جذورها ويضمن استمرار أعمالها، لأن الرافد المالي هو الشرط الأول لنجاح أي عمل خيري، ولأن سمو الأمير سلمان يريد لهذه الجمعية وأعمالها الاستمرار دون الارتباط بأي شخص أو ظرف فقد أسس ما يحقق لها شرط استمرارها وهو الرافد المالي الذي سيوفره وقف الجمعية ويغطي مصروفاتها وأنشطتها». وأشار مدير جامعة الملك سعود إلى أن «فكرة التأسيس نشأت من عاملين، حب الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية، ووفاء رجال الأعمال في منطقة الرياض لأمير المنطقة ورغبتهم في تقديم شيء له بمناسبة مرور 50 عاما على توليه إمارة الرياض، ولم يكن أنفس لدى سمو الأمير سلمان من تأسيس جمعية خيرية بهذه المناسبة يشارك في تأسيسها ودعمها الرجال الأوفياء، وبهذا يكون سمو الأمير سلمان قد استحدث نهجا جديدا في استثمار مثل هذه المناسبات بتحويلها من مجرد حفل تكريمي ينتهي بليلته إلى عمل دائم لا ينتهي، يقوم على التجارة مع الله ببذل المال لوجهه الكريم عبر جمعية معنية بشؤون العمل الخيري، وهذا التوجه من الأمير سلمان يجسد قدر انشغاله بالخير وأعماله، ورغبته الدائمة لاستثمار كل جهد فيه، فكانت هذه الجمعية المباركة التي ستخدم 25 في المائة من شعب المملكة هم سكان منطقة الرياض، ولكل ذلك لم يكن مستغربا أن ينال صاحب هذا الفكر الإنساني المهموم بالعمل الخيري جائزة الملك خالد للمشاريع الاجتماعية لعام 1430ه / 2009م تقديرا لجهوده في خدمة الفئات المحتاجة من سكان المملكة، وكذلك فوزه بجائزة الأولمبياد الدولي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2009م تقديرا لجهوده في خدمة ذوي الإعاقة وحسه الإنساني النبيل تجاههم». وتطرق الدكتور العثمان إلى أن «جهود أمير منطقة الرياض في دعم العمل الخيري تبعث رسائل ضمنية لأهل الخير وأصحاب رؤوس الأموال بتخصيص شطر من جهودهم وأموالهم للأعمال الخيرية لتصل بلادنا وهي بلاد الإنسانية والخير إلى المستوى المأمول منها في هذا المجال اللائق بمركزها الديني على مستوى العالم، ويتأكد ذلك حين نقف على تأخرنا الكبير في هذا الشأن، حيث لا يتجاوز عدد الجمعيات الخيرية في المملكة 550 جمعية، في حين يصل عددها في أمريكا إلى (1.5) مليون جمعية، تصل إيراداتها إلى (800) مليار ريال سنويا، وفي بريطانيا توجد قرابة (200000) جمعية تبلغ إيراداتها السنوية 188 مليار ريال، ولهذا ربما يجب الاهتمام بتنشيط هذه الناحية في بلادنا والسير في ذلك على خطى الأمير سلمان بن عبدالعزيز رائد العمل التطوعي».