تربى بعض الموظفين والعمال في عالمنا العربي والإسلامي وفي العالم الثالث عموما على قيم إدارية فاسدة خلاصتها أن الموظف أو العامل لا يؤدي عمله إلا تحت الرقابة الشديدة المباشرة، من قبل رئيسه في العمل، فإن اطمأن إلى زوال الرقابة ولو بصفة مؤقتة أهمل عمله وضيع وقت الدوام الرسمي ومد يده للارتشاء وسوف وماطل وعطل وغش في الأداء وأفسد العمل وأهدر الحقوق العامة والخاصة، ولذلك فإن بعض الموظفين والعمال لا يؤدي عمله وفق ما هو مطلوب منه إلا مادمت عليه قائما، وهذه القيم الإدارية الفاسدة هي التي نكبت العرب والمسلمين ومن شايعهم من موظفي وعمال العالم الثالث. أما القيم الصالحة للعمل التي تقوم على إحياء الضمير والشعور بالمسؤولية نحو الوطن فهي القيم التي جعلت الموظف والعامل في الغرب أو اليابان أو كوريا الجنوبية، يراقب نفسه ويحاسبها على التقصير ويسعى لخدمة وطنه ومواطنيه بأقصى ما يستطيع من قوة وجهد وإبداع حتى أصبح الواحد منهم عاشقا لمهنته متعلقا بها مشتاقا إليها مستمتعا بأدائها لأنه يجد فيها نفسه ويشعر أنه قد أعطى وأنجز وكافأ وطنه على ما قدمه له من تعليم وتدريب ورعاية، ولا شك في أن المناخ الصحي الذي ينمو فيه الموظف أو العامل في الدول المتقدمة والآخذة بالأسباب الحقيقية للتقدم والحضارة، هو الذي أصل وثبت قيم العمل الجاد والإنتاج والإبداع، كما أن المناخ الفاسد السيئ التهوية هو الذي ساهم في صنع الموظف الدنيء والعامل المتقاعس الذي لا يعمل إلا تحت «كرباج» المراقبة والتهديد بالعقوبات فإن اطمأن إلى زوال الرقابة اضطجع ونام حتى نهاية ساعات الدوام.. وبالنسبة للإنسان المسلم حقا فإنه إن فاتته القيم الصالحة للعمل ولم يترب على تحمل المسؤولية، وحب العمل والإخلاص والتفاني فيه فإن عليه أن يجعل الله رئيسه ورقيبه، وأن يؤمن بأن الله يراه ويطلع على عمله، سواء كان وراء ذلك الموظف أو العامل من يراقبه أو أنه لا يوجد من يراقب أداءه في العمل، فلو أنه قال لنفسه كلما هم بعمل فاسد: لن أطيع الشيطان لأن الله يراني لما احتاج إلى رقيب أو رئيس، ولكن ما قولك فيمن جعل قدوته إبليس التعيس وزميله الخسيس وصديقه عتريس؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة