شن الكاتب السعودي علاء الدين حمزة هجوما لاذعا على النقاد الفنيين، واصفا إياهم بالجهل الدرامي بسبب اتهامهم للأعمال السعودية المقدمة في شهر رمضان أنها أعمال سطحية وتافهة وسخفية. وقال كاتب مسلسلي بيني وبينك وجول في الثمانيات في حديث ل «عكاظ»: لا أرى مبررا للهجوم الكبير على الأعمال الدرامية المقدمة في رمضان والمصيبة أنه في كل عام تتكرر نفس المصطلحات والاتهمات فنسمع كلمات مثل تهريج، سماجة تسطيح، تفاهة، فيسمعهم للجمهور ويصبح يردد ما يقرأ في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية. ولفت حمزة إلى أن الجمهور هو من يحدد استمرار هذه النوعية من الأعمال الكوميدية لأنها تحقق أعلى نسب مشاهدة في رمضان، متسائلا «كيف تكون أعمالنا تافهة وسخيفة وسطحية وهي تشاهد بشكل كبير؟». ورأى حمزة أن خير من وصف حالة النقاد مع الدراما المحلية هو الكاتب قينان الغامدي عندما قال في أحد مقالاته «نرى الدراما المحلية في الليل ونشتمها في النهار». وشدد حمزة على أن الجمهور لا يقبل الأعمال الثقلية ولا يريد سوى الأعمال الكوميدية الخفيفة على غرار طاش ما طاش، وجول في الثمانيات، وستكم بكتم، وغشمشم وغيره. واستشهد على ذلك بعدم نجاح المسلسل التراجيدي «الشبح» الذي قدم في العام الماضي على شاشة إم بي سي ولم يحقق نسب مشاهدة مرتفعة مع أن العمل كان من أفضل ما قدم في تاريخ السعودية على حد وصفه بشهادة من رأى العمل. وبين حمزة أن التلفزيون ثقافة شعبية جماهيرية وأنه يقدم ما يريده الجمهور وهو من يطلب بمثل هذه الأعمال. ولاحظ حمزة عدم وجود نقاد فنيين حقيقيين يقدمون نقدا موضوعيا للأعمال الدراميا، معتبرا أن كل ما يقدم تكرار لبعض الكلمات التي مللنا من سماعها، وقال «هم يقولون إنهم قد ملوا من أعمالنا التافهة والسطحية والسخيفة والتهريج ونحن نقول لهم قد مللنا من سماع نفس العبارات كل عام.. ابحثوا عن عبارات جديدة». وواصل حمزة هجومه «لم أر يوما ناقدا فنيا يقدم نقدا موضوعيا علميا للرؤية الإخراجية أو الإضاءة أو زوايا الكاميرا أو يتحدث عن الحبكة الدرامية بشكل احترافي متقن وليس كلاما إنشائيا مكررا». ونصح علاء الدين حمزة الكتاب بالبحث عن كلمات وشتائم جديدة وأكثر عمقا من تكرار أوصاف المعهودة التي نراها كل يوم في الصحف والمواقع الإلكترونية. وعد مسلسل «جول في الثمانيات» الذي عرض على شاشة التلفزيون السعودي بأنه الأفضل في رمضان، واصفا إياها بالناضج وأنه تجربة مختلفة عما قدم في الدراما المحلية. وأضاف «لعل ما ميز العمل هو مساحة الحرية التي منحت للعمل من قبل القائمين على التلفزيون وهي خطوة يشكرون عليها». ورأى أن المسلسل بحاجة لعرض ثان بعد شهر رمضان حتى يستطيعوا فهم الرسائل التي يحملها العمل. وقلل حمزة من وصف مسلسل «سكتم بكتم للفنان فايز المالكي بأنه الأفضل؛ معللا ذلك بقوله «مسلسل سكتم بكتم اعتمد على توجيه الرسائل بشكل مدرسي ومباشر بخلاف مسلسلي جول في الثمانيات وطاش اللذين كانا أكثر ذكاء في تقديم الأفكار بطريقة احترافية». ونفى حمزة أن يكون مسلسل بيني وبينك عملا فاشلا قائلا «لكل جزء ميزة خاصة ولا يمكن القول إن العمل فشل وهو حتى الجزء الرابع يحل ثانيا في نسب المشاهدة بعد مسلسل طاش ما طاش». وبين حمزة أنه يعكف على كتابة الجزء الخامس من حلقات مسلسل بيني وبينك الذي من المقرر عرضه على شاشة إم بي سي في رمضان المقبل. وأشار إلى أنه بانتظار عرض مسلسليه «الخادمة» و«من عيوني» بعد شهر رمضان، مؤكدا أن لكل عمل جوا خاصا يميزه عن الآخر وأنها من الأعمال الدرامية المختلفة فكرة وتنفيذا. وأبدى حمزة رضاه عما قدمه من أعمال درامية لكنه استدرك قائلا «لا يمكن لكاتب أن يرضى تماما الرضى عن أعماله، لكن ضمن الحد الأدنى فإني راض عما قدمته حتى الآن، وأعد الجمهور بالمميز والجديد».