انتقد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، سوء حال استراحات الطرق في المملكة، وأكد أن تدني خدمات واستراحات الطرق يضغط بشدة على الطيران السعودي، ويعرضه للأزمات، إذ إن سوء حال استراحات الطرق لا يجعل السفر براً تجربة جاذبة للمواطن وقال: «طرقنا ما زالت منفرة على رغم استثمار بلايين الريالات في الطرق السريعة المميزة، وما زلنا نعاني من تخلف كامل في استراحات الطرق». وأضاف خلال مؤتمر صحافي لحفلة إطلاق مهرجانات صيف السعودية 1432ه، في الرياض، أمس أن «الحكومة اتخذت قرارات قوية للنظر فيها بشكل جذري على مستوى مجلس الوزراء، وقريباً ستسمعون بتطوير كامل لاستراحات الطرق»، لافتاً إلى أن «قراراً تاريخياً تم الانتهاء منه وعُمم على الوزارات، وهو تمديد فترة التأجير على المتنزهات والأراضي السياحية ل50 سنة، وهذه كانت عقبة كبيرة جداً تواجهنا عند الاستثمار في المواقع الكبيرة لدى كبار المطورين، واستغرق إنجاز هذا القرار أربعة أعوام من الهيئة». وأشار إلى أن هناك «قصوراً كبيراً في السياحة الوطنية من حيث الخدمات وتكامل التجربة السياحية واستعداد المواقع ومنشآت الإيواء والنقل الجوي واستراحات الطرق»، مشيراً إلى أنه هذا العام سيكون انطلاقة لعدد من المسارات التطويرية في السياحة لاستكمال بناء سياحتنا بالشكل الذي يليق بحجم المملكة، وتطلعات وحاجات المواطن الذي يخرج من بلاده للبحث عن الأسعار المناسبة، والمواقع الجميلة». وتابع: «قبل عشرة أعوام كان يرحب بسفر المواطنين للخارج، لأنهم لم يكونوا سياحاً محترفين، وأردنا أن يعيشوا تجارب سياحية مختلفة، حتى يأتوا إلى بلادهم ويمارسوا السياحة باحترافية من حيث الحجوزات والنقل واحترام المجتمعات المحلية»، مشيراً إلى أنه قلّما نجد مواطناً في الوقت الحاضر لم يذهب إلى السياحة خارجياً ولو لمرة واحدة على الأقل مقارنة بالسنوات العشر الماضية، إذ لم تكن هناك سياحة خارجية أساساً ولم تتعدَ 40 في المئة». واستطرد الأمير سلطان بن سلمان قائلاً: «وقلت أيضاً إن المواطن عندما يعود سيضغط علينا حتى نطور السياحة الداخلية ونحن قادرون على فعل ذلك، مشيراً إلى أنه قبل عشرة أعوام كان عدد الفعاليات لا يتجاوز خمسة، والآن لدينا 45 مهرجاناً و147 فعالية، والأهم من ذلك تطوير الشركات التي تستثمر في هذه الفعاليات. واعترف بأن الأسعار في بعض الأماكن مرتفعة بسبب الضغط الموسمي، والهيئة لم تسلم قطاع الإيواء السياحي إلا قبل عام ونصف العام، وخلال هذه المدة تضاعفات أعداد الفنادق، وتحدثنا مع الفنادق الكبرى التي كانت لا ترغب في الدخول إلى المملكة بسبب المنافسة غير العادلة، وعدم وجود التصنيف، وفنادق مصنفة درجة أولى وهي تستحق الإغلاق وتم إغلاقها، مبيناً أنه تم دخول ست شركات فندقية تعتبر من أكبر الشركات في العالم في هذا المجال. وأشار إلى أن نظام السياحة الجديد الذي سيذهب إلى مجلس الشورى يخول الهيئة التصرف من دون تسعير، وتابع: «سياسة التسعير الجديدة فقط تنطبق على السكن في غرفة اعتيادية وأن تكون وفق سقف عادل معين، خصوصاً في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ولا تشملها الأجنحة». وذكر رئيس هيئة السياحة أن ثقافة العمل في الشقق المفروشة لدى المواطنين غير موجودة الآن، وسنعمل مع برنامج صندوق الموارد البشرية لإدخال 10 آلاف مواطن للعمل فيها في المرحلة الأولى، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 980 ألف فرصة عمل في قطاع السياحة الآن مشغولة، نسبة المواطنين فيها 26 في المئة، ونتوقع نمو فرص العمل في القطاع السياحي إلى 2,3 مليون بحلول عام 2020. وأعرب عن اعتقاده بأن نسبة المواطنين الذين يبقون في الصيف يتنامى ويتزايد بشكل كبير جداً، وهذا أهم ما تم إنجازه في السنين الماضية، مشيراً إلى أن هناك استثمارات وتعاوناً بين أمراء المناطق لتحويل المواطن من النفور من السياحة الوطنية إلى الترحيب بها. وأضاف أن السياحة الوطنية لا تراهن على الأحداث المضطربة التي تجري في عدد من المناطق العربية، لأن أمامنا طريقاً طويلاً للتطوير.