يشعر سكان طرابلس بمزيج من الفرح الغامر والخوف، إذ طلبوا السلاح للانضمام إلى صفوف الثوار في حرب كر وفر، بينهم وبين قوات القذافي، ممن حاصروا العاصمة بقناصتهم وبعمليات إطلاق النار من سياراتهم. وخلت شوارع العاصمة التي تحمل آثار المعارك، بينما أشرقت الشمس على حلم الليبيين بفجر جديد لبلادهم صباح أمس، بعد يوم من تقدم مذهل للثوار باتجاه العاصمة للتخلص من القذافي، الذي ما زال باقيا على تحديه. غير أن نقاط التفتيش التي ينصبها الثوار قليلة، ما يشير إلى عدم سيطرتهم الكاملة بعد على المدينة، وانتظارهم لوصول آلاف آخرين من الثوار من المناطق المحررة بالفعل من البلاد. وانتشرت العبارات المعادية للقذافي، والمؤيدة للثورة على الجدران الاسمنتية للمدينة مطالبة بالحرية لليبيا، ونهاية زعيم يعتبره أغلب الناس مختلا عقليا. وساد تخبط حول ما إذا كان من الأفضل التنقل سريعا على الشوارع الرئيسية مع احتمال التعرض لنيران القناصة من على أسطح البنايات العالية، أم الانتقال بين الطرقات الضيقة والشوارع الجانبية والتعرض لمخاطر غير معروفة. ويشعر المدنيون بالانهاك بعد أن سهروا طوال الليلة قبل الماضية.