رحل عبد الرحمن بن سعيد عن هذه الدنيا الفانية.. وترك تاريخا رياضيا كبيرا.. عرفته رحمه الله قبل سنوات طويلة.. واستفدت من آرائه عندما كنت مشاركا في الوسط الرياضي.. وكنت شديد الإعجاب به وهو يدون التاريخ الرياضي ويحفظ حتى نتائج المباريات وأسماء الفرق واللاعبين بكل دقة.. قلت له في إحدى زياراتي له.. يا أبا مساعد الأجيال الحالية والأجيال القادمة في الوسط الرياضي.. يحتاجون إلى هذا التاريخ الرياضي الذي جمعته وحري بك طباعته.. وإصداره في أجزاء.. وأنت شاهد حي على هذا التاريخ الذي كتبته.. وسيظل خالدا بعد رحيلك.. وابتسم وقال لي.. لدي النية وعسى أن أحقق رغبتك ورغبة الكثيرين.. وأذكر أن هذا السجل التاريخي إلى جواره في بيته في الرياض وفي بيته في جدة.. لكنه رحل رحمه الله دون أن يكون لهذا التاريخ فرصة لديه بطباعته ونشره.. وأتمنى من أبنائه وإخوته أن يحرصوا على طباعة ونشر هذا التاريخ.. لقد كان رحمه الله وفيا لمجال الرياضة وكان أحد المؤسسين الكبار للأندية.. بدأها بالشباب وانتهى بالهلال وصنع من هذا الأخير ناديا كبيرا لا يشق له غبار له من البطولات والإنجازات في تاريخ الكرة السعودية ما يشهد له الجميع والتاريخ ينصف مؤسسة عبدالرحمن بن سعيد وعاشق التحديات والانتصارات لنادي الهلال الكبير.. وكان رحمه الله كبيرا في آرائه وفكره.. الذين يتفقون معه يرون فيه حصافة الرأي وعميق التجربة.. والذين يختلفون معه لم يبتعدوا عنه ولم يبتعد عنهم.. بل يظل الخلاف مجرد طيف سرعان ما يزول وهذا طبع الكبار الذين يرون أن الخلاف لا يفسد للود قضية ويظل الحب عامرا في القلوب الوفية.. وإذا كان هذا الرمز الرياضي قد رحل عن دنيانا الفانية.. فإنني لا زلت أتحسر على رحيل كل الرموز دون أن نكرمهم في دنياهم جزاء ما قدموه من عطاء وجهد وبدل لهذا الوطن وأبنائه.. والراحل ابن سعيد واحد من هؤلاء الرموز.. وإذا كنا لم ننصفه في حياته فأتمنى أن ننصفه حتى بعد رحيله.. وهو يستحق فعلا كل التقدير رحمه الله رحمة واسعة.. وألهم إخوته وأبناءه وأسرته ومحبيه عزاء الصبر وجميل السلوان.