اليوم أمسك قلمي ليسكب حبره الأسود سواد الدنيا في عيوني على صفحات ألم يعتصر قلبي المكلوم لأعزي أبناء وطني في فقيدهم الغالي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد اليوم يرحل عن دنيانا رمز آخر من رموز هذا الوطن المعطاء رحل رجل أعطى ولم يأخذ رحل أبي ومعلمي وقدوتي وسندي رحل بعد أن صنع لنا تاريخا رياضيا يكاد يصل عنان السماء رحل بعد ان صنع من ذلك الهلال زعيما للقرن وبعد ان أصبح ذلك الشبل ليثا وذلك الثغر قلعة للكؤوس ، ابك يا الرياض وتوشحي بالسواد لا تتوقفي عن النحيب فكل شيء بك سيعلن الحداد لن أبكيك يا شيخي وحدي بل سيبكيك كل طفل مسحت دمعته بيدك البيضاء وابدلت حزنه سعادة سيبكيك كل رجل عجوز رفعت قدره وساعدته ليتجاوز كربته ، ستبكيك كل ارملة كنت لها العوض عن زوج أخذه القدر عنها. سيبكيك كل بيت حوى فقراء ومحتاجين كنت ترعاهم والناس نيام بل سيبكيك الوطن بأجمعه فكل زاوية منه تشهد لك فقد امتد عطاؤك ليشمل أناسا لم تراهم قط بل كنت تسمع عنهم فتحسن إليهم. ماذا عساني أن أكتب عنك يا بحر العطاء؟ وقد كتب عنك التاريخ ما ستعجز أجيال وأجيال عن كتابته فيكفي بأنك المؤسس الحقيقي للحركة الرياضية في وطني اليوم يرحل عن دنيانا رمز آخر من رموز هذا الوطن المعطاء رحل رجل أعطى ولم يأخذ رحل أبي ومعلمي وقدوتي وسندي رحل بعد أن صنع لنا تاريخا رياضيا يكاد يصل عنان السماء .في صباح يوم الثلاثاء الموافق 16 جمادى الأولى 1432 ه اتصل بي والدي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في تمام الساعة التاسعة صباحا ويعلم الله بأني لم أكن مطمئنا لتوقيت الاتصال لأني تعودت أن أكلمه يوميا عند الساعة الثانية ظهرا لكنه فاجأني بمكالمته الأخيرة لي فحياني وقلت له عسى ما فيك شيء فقال لي كيف هي حظوظ الهلال عندما يلتقي بالجزيرة الإماراتي فقلت له الهلال حظوظه قوية للتأهل لدور الستة عشر وتبقى له مباراة الغرافة لا تقلق على الهلال فقال الحمد لله بأنك طمأنتي فسألته ابي ماذا بك انا مندهش من اتصالك فقال أنا ذاهب للمستشفى فقلت له إن شاء الله مجرد فحوصات فقال لا يا بوي المريض طبيب نفسه انا على يقين بأني لن أعود لدفاتري وتاريخي الذي تركته خلفي لأبنائي وأنت أحدهم فقلت له هون على نفسك ياوالدي فقال خذ العلم هذا ما أشعره ياسيف بعد المغرب أريدك أن تأتي للمستشفى أريد في أمر مهم فقلت له تأمر أمرا سأتحدث في مقالات عن طلبه لي وعن الجانب الإنساني في حياة شيخ الرياضيين ووالد الجميع بحكم إني معاصرها لحظة بلحظة سأتحدث عن عشرين عاما قضيتها مع والدي رحمك الله يا شيخي وجمعنا بك في جنان النعيم [email protected]