بالأمس كنت معنا.. تجمعنا حولك.. وتحكي لنا القصص والروايات التي أخذنا منها العبر والحكم.. والتي بها كنا وما زلنا فخورين لأننا منك ومن دمك.. لأننا أبناءك.. أبناء رجل يقف كل من سمع اسمه تحية واحتراما له، أبناء رجل للأسف لم نكن نشعر بعظمته إلا عندما فارقنا وغاب عن دنيانا.. أصبحنا نشتاق له ونتمناه.. ونريد الالتفاف حوله من جديد.. أبناء الرجل الذي منذ رحيله لم نسمع سوى الخير.. فقدنك يا غالي.. فقدناك يا عزيز.. فقدناك يا «عمر» يا من كان منزله عامرا دائما بالحب والخير والتعاون.. يا من ترك رحيلك فجوة كبيرة في نفس كل من يعرفك في نفس كل من يعرف عظمتك وكرمك وطيبتك وأخلاقك العالية تعجز الحروف على وصفك.. فقد كانت كتابة الحروف لعبتي وهوايتي.. ولكن أمام كبر قيمتك ومقامك لا أجد ما أقوله.. اسودت الدنيا في وجوهنا.. فكبيرنا وسندنا رحل.. رحل ولن يعد رحل لعالم آخر.. لعالم بإذن الله أحسن وأرقى ذهب ليلاقي ست الحبايب.. ذهب ليلقى «نور» العيون.. ذهب ليلقاها ويكون جمعهما هناك خيرا من جمع الدنيا رحمة الله عليكما.. راجين من المولى عز وجل أن يدخلكما فسيح جناته ويوسع قبركما.. ويغفر لكما ما تقدم وما تأخر من الذنوب وهو على كل شيء قدير.. هذه الكلمات وإن كانت بسيطة فهي الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله.. لا يوجد شيء بيدنا فعله سوى الدعاء.. فلا تنسوهما من الدعاء.. سنقضي رمضان بعيدا عنك ولكننا متأكدون أن روحك ستظل معنا. مودة الناصري جدة