انتشرت في الآونة الأخيرة بين أوساط اللاعبين التقليعات الغريبة والمثيرة وتعددت أشكال «النيولوك» الخاص باللاعبين، بعد أن ظل القزع على مدار مواسم سابقة مثارا للجدل في الوسط الرياضي السعودي، وواجه من خلاله اللاعبون العديد من المواقف المحرجة التي كانوا يتعرضون لها؛ بسبب قصات شعرهم، مما جعل الحكام يرفضون دخول اللاعبين للملعب وخوض اللقاءات، إلا بعد أن يقوموا بإزالة القزع، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ماالذي تغير ؟ ولماذا لم نعد نشاهد أية قرارات حاسمة من المرجعية الرياضية تجاه من يقوم بالقزع والتقليعات الغريبة من اللاعبين ؟ وهل كل الأنظمة التي كان معمولا بها سابقا أصبحت لاغية في الوقت الحالي ؟ مما جعل هذه الظاهرة تتنامى في الآونة الأخيرة ما انعكس سلبا على النشء، والذين بدأوا بتقليد هؤلاء النجوم مما يؤثر بشكل كبير على سلوكياتهم التي أصبحت تتأثر كثيرا بسلوكيات النجوم الذين يلعبون لأنديتهم . «عكاظ» طرحت القضية أمام أهل الاختصاص وخرجت بهذه المحصلة: النجيمي : التشبه مرفوض في البداية أكد الشيخ محمد النجيمي، أن ظاهرة النيولوك ليست منتشرة بشكل كبير في الوسط الشبابي السعودي ولله الحمد، ولكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الهدى والرحمة ومعلمنا الأول نهى عن القزع، بالإضافة إلى بعض قصات الشعر التي فيها تشبه بغير المسلمين، فقد قال عليه الصلاة والسلام «من تشبه بقوم فهو منهم» فهذا الحديث يوجب على شبابنا بشكل عام أن يحذروا من تقليد غير المسلمين في قصات شعرهم والتأثر بهم لإنها تعتبر مخالفة صريحة للهدي النبوي الكريم، كما أننا نلاحظ للأسف أن هناك عددا من اللاعبين والشباب يقومون بتسريح الشعر بطريقة فيها تقليد للنساء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال، لذلك نتمنى أن يكون لدى شبابنا اعتزاز بدينهم وأخلاقهم، وأن تكون شخصيتهم الإسلامية واضحة وأن لايكونوا مقلدين للآخرين، وعلى اللاعبين تحديدا إذا وجدت منهم مثل هذه المخالفات الشرعية أن يبتعدوا عنها ويعتزوا بدينهم، وأن يتبعوا سنة الرسول الكريم، وأن يكونوا قدوة صالحة للشباب الذي يتأثر بهم. ان : التغيير مطلوب وبين استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية في جدة الدكتور سهيل خان، أن ما يقوم به اللاعبون من نيولوك خاص بهم هو محاكاة للمجتمع وللبيئة المحيطة بهم، بالإضافة إلى أنه نوع من الظهور الجميل والجيد أو المختلف الذي يحرص عليه اللاعبون، وذلك عندما يكون اللاعب تحت الأنظار فهو يسعى إلى أن يكون انطباع الآخرين عنه مختلفا عن بقية زملائه اللاعبين، فبالتالي يقوم بعمل النيولوك الخاص به، بالإضافة إلى أن بعض اللاعبين يمر بمرحلة انعدام توازن في مستوياتهم فهم يحرصون على أن يكون هذا النيولوك عبارة عن تعويض عن بعض إخفاقاته داخل الميدان، بحيث يعطي نوعا من جذب الانتباه والأنظار إليه بفضل هذا اللوك الجديد، ولا شك أننا في عصرنا الحالي وفي ظل الانفجار المعلوماتي الكبير، ووجود مئات القنوات الفضائية، ووجود شريحة كبيرة من المجتمع تتابع هؤلاء اللاعبين سواء جماهير أو متابعين، فهؤلاء اللاعبون بكل تأكيد يحرصون على الظهور بشكل مغاير عن بقية زملائهم من أجل شد الانتباه إليهم، بالإضافة إلى أن النيولوك الذي يقوم به اللاعب يعتبر أحيانا نوعا من تجديد الروح في النفس، فنحن نلاحظ أن الإنسان البسيط عندما يقوم بأي تغيير سواء في قصة شعره، أو حتى في هندامه فهو يجدد نفسيته وعاطفته ومزاجه بشكل عام، فبالتالي يقوم بعض اللاعبين بهذه النوعية من التغيير، وذلك نظير حرصهم على التميز عن بقية زملائهم اللاعبين وأضاف «إن هذه الظاهرة سلاح ذو حدين، فمن الصعب الحكم على هذه الظاهرة بإنها إيجابية أو سلبية فهي تعتمد في المقام الأول على حسب تأثيراتها على اللاعب نفسه، وعلى المجتمع المحيط باللاعب، فإذا كان النيولوك مخالفا لتقاليد وعادات وأعراف الدين الإسلامي والمجتمع، فهنا يكون هذا التغيير سلبيا على اللاعب، وقد يتأثر من خلاله النشء ويؤثر على كثير من سلوكياتهم، ولكن إذا كان هذا التغيير في الشكل يظهر نعمة الله على اللاعب وذلك من خلال اهتمام اللاعب بشكله فهذا تغيير إيجابي، بل نجد أن بعض اللاعبين عندما يهبط مستواهم في الموسم الماضي يقومون مع بداية الموسم الجديد بتغيير كبير في هيئتهم وشكلهم، وهم بهذا التغيير يحاولون تغيير ومسح الصورة الباهتة التي ظهروا بها الموسم الماضي، وهذه تعتبر مسألة نفسية في المقام الأول وهي مسألة نسبية وتختلف من لاعب إلى آخر» . العمر: التقليعات حرية شخصية وأوضح نائب رئيس لجنة الحكام إبراهيم العمر، أن نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يوجد فيه ما يمنع القزع الذي يقوم به اللاعبون في الملاعب .وأضاف «يؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم في تعليماته أن القزع يعتبر من الحرية الشخصية للاعبين، ولا يعاقب أي لاعب على قيامه بالقزع، وهذا الإجراء متبع حتى على المستوى المحلي، وذلك بعد إنشاء هيئة دوري المحترفين، ولكن هناك بعض المخالفات التي يقوم بها اللاعبون ويقف منها الاتحاد الدولي لكرة القدم موقفا حازما وصريحا، ويأتي في مقدمة هذه المخالفات الأساور والقلائد والخروص التي تلحق الأذى باللاعبين، بالإضافة إلى الأظافر فهي من المخالفات التي يجب أن يركز عليها الحكام في متابعتهم للاعبين ومدى تقيدهم بالتعليمات الصادرة من الفيفا، بالإضافة إلى منع الفانيلات التي تكون بدون أكمام فهذه من المخالفات أيضا»، أما ما يتعلق بما يقوم به اللاعبون من قصات للشعر وصبغه فهي تعتبر حرية شخصية للاعب حسب أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعلى كل الاتحادات الأهلية التقيد بهذه التعليمات دون أية تعديلات . الجماهير : نتأثر بالنجوم المشجع الأهلاوي ثامر السهلي قال أتأثر كثيرا بما يقوم اللاعبون به من تقليعات وتغييرات في قصات شعورهم وملابسهم، وأحرص دائما على تقليدهم فهناك اللاعب البرازيلي فيكتور سيموس مهاجم الأهلي أحرص على تقليده كثيرا، فهو يقوم بقصة شعر جذابة وتثير الانتباه، لذلك أحرص كثيرا على تقليده ، وكذلك اللاعب عبد الرحيم الجيزاوي فهما يمثلان بالنسبة لي القدوة في تغيير اللوك الخاص بي، وأعتقد أن عملية تغيير اللوك رائعة وجذابة وتضيف الراحة النفسية لمن يقوم بها. أما المشجع الهلالي عبد العزيز الأسمري أكد أن اللوك الذي يقوم به اللاعبون يعتبر مثار جدل في أوساط الشباب، والكل يحرص على تقليد اللوك الخاص بنجمه المفضل، فأنا أحرص على أن تكون قصة شعري مشابهة لقصة شعر اللاعب الواعد نواف العابد، فهي جدا جميلة وتشد الانتباه، مما يجعلني أشعر بالكثير من السعادة، بالإضافة إلى أن النجم ياسر القحطاني كان ينوع كثيرا من قصات شعره مما جعل الكثير من محبيه يقومون بتقليد قصات شعره باستمرار. المشجع الاتحادي أحمد سلطان أكد أن ظاهرة النيولوك التي يقوم بها اللاعبون تحظى بمتابعة واهتمام كبير من فئة الشباب الذين يتابعون كل جديد في تقليعات نجومهم المفضلين، ويحرصون على تقليدهم وأنا من أشد المعجبين بالنيولوك الخاص باللاعب الاتحادي الجديد الكويتي فهد العنزي، وسأحرص على تقليده في قادم الأيام فهي تعتبر تقليعة رائعة ومثيرة للانتباه. المشجع النصراوي ماجد صهيب قال إن تقليعات اللاعبين أصبحت ظاهرة، والكثير من الشباب يسايرون هذه الظاهرة، بل أنا من أشد المتابعين لها، وهناك نجوم أسعد عندما أقوم بتقليدهم، ولا أرى أن هناك ما يمنع من تقليدهم طالما كانت هذه التقليعات لا تخالف تعاليم ديننا الحنيف.