علمت «عكاظ الشباب» من مصادر مطلعة في نادي الطائف الأدبي أن إدارة النادي تراجعت عن استبعاد عدد من الأعضاء المتقدمين بطلب التسجيل في الجمعية العمومية. وقالت المصادر إن إدارة النادي ستجتمع بعد إجازة عيد الفطر لإعادة النظر والبت في طلبات التقديم المستبعدة التي وصلت إلى 90 طلبا. إلى ذلك طالب عدد من مثقفي ومثقفات محافظة الطائف وزارة الثقافة والإعلام بإعادة النظر في المسجلين في الجمعية العمومية من أعضاء أدبي الطائف نفسه، ومدى انطباق شروط التسجيل عليهم، وأسباب الاستبعاد، مؤكدين ثقتهم في الوزارة التي لن تسمح بأي تجاوز. وأشاروا إلى أنهم في طور الرفع رسميا بشكوى للوزارة ضد النادي، قبل أن يكون متأخرا ولا مجال لقبوله، كما حصل في أدبي نجران، مضيفين أن النادي مهمته استقطاب المثقفين وليس إبعادهم. تقول الفنانة التشكيلية تركية الثبيتي «استغربت من استبعاد طلب ترشحي للجمعية، لا سيما أنني استوفيت كل الشروط المطلوبة عن طريق الموقع، ولم يكن لدى إدارة النادي مبرر سوى أني لم أرسل صورة من بطاقتي الشخصية، التي لم تكن مطلوبة في الأصل». ونفت أن يكون أحد من النادي تواصل معها، رغم أنها زميلة لهم ومتواجدة في النادي منذ أربع سنوات تقريبا، مستغربة حديث رئيس النادي بأن الموظف تواصل معهم، مؤكدة أنه لم يتم إبلاغها باستبعاد طلبها، ولم تعرف إلا بعد انتهاء التسجيل، مشيرة إلى أن مهمة النادي استقطاب المثقفين وليس إبعادهم. واعتبرت الثبيتي ما جرى نوعا من أنواع التعسف، وأنه في حال عدم تجاوب إدارة النادي سيضطرون آسفين للرفع للوزارة، التي لن تسمح بأي تجاوز. وأيد الدكتور عبد الله السليماني الأكاديمي في كلية الآداب في جامعة الطائف ما ذهبت إليه تركية الثبيتي قائلا «التسجيل عبر الموقع لم تطلب فيه صورة الهوية، كما أن إرسال الصورة الشخصية اختياري كما في نموذج الطلب»، مبديا عجبه من تعنت النادي في قبول المسجلين عن طريقه إلا بشرط إحضار ثلاث صور شخصية، وأما المسجلون عن طريق الموقع فالصورة اختيارية. وزاد السليماني: النادي قصر تسديد رسوم الاشتراك في الجمعية العمومية على الحضور إلى مقر النادي، وكان الأولى أن يكون ذلك عن طريقين (النادي والبنك) للتيسير على المثقفين، فكثير منهم يتبع لمحافظات ومراكز خارجية كرنيه والخرمة وتربة وبعضها يبعد عن الطائف قرابة 400 كم، وبعض المسجلين خارج منطقة الطائف، داعيا في ختام حديثه وزارة الثقافة والإعلام لإعادة النظر في المسجلين في الجمعية العمومية من أعضاء النادي نفسه ومدى انطباق شروط التسجيل عليهم. إلا أن الشاعر محمد الغامدي كان له رأي آخر في عملية الترشيح والتسجيل، ولم ير أي تعقيدات في ذلك وقال إن ترشيحه تم قبوله، وتم تسديد الرسوم في عملية مرنة جدا داخل مقر النادي. أما الدكتور ظافر العمري أمين الجمعية السعودية للأدب العربي فقال: آلية النادي لا تناسب الأدب عموما والراغبين في خدمة الأدب والثقافة في محافظة الطائف، وخاصة ممن قضوا أكثر من 15 سنة في النادي ما بين حضور واجتماع، والنادي محتاج لهم ولكنهم للأسف محجوبون عن أي نشاط، فالنادي غير مرضي عنه، ويمارسون الأخطاء والسلبيات السابقة نفسها، ويكررونها، ويريدون أن ينتقوا ما يريدون من الأشخاص بحسب أهوائهم، وهناك من هم وراء التلاعب في الترشيح للانتخابات، وشراء الأصوات، وتلك التكتلات، ولا أعرفهم تحديدا حتى لا أتهم أحدا بعينه، لكن الطريقة التي يقام بها هذا العمل لا تحقق مساعي الثقافة في المحافظة، ولن ترضاها الوزارة. وأضاف: سنبدأ في التحرك نحن وعدد من مثقفي وأدباء الطائف للرفع بشكوى رسمية للوزارة بما يحصل في أدبي الطائف من أن طريقتهم لم تكن نظامية، ولم تتخذ فيها الإجراءات السليمة التي تحمي المثقف من الإقصاء. من جهته، أبدى نائب مدير تعليم محافظة الطائف وأحد أبرز الحاضرين في الحراك الثقافي في المحافظة فهد الثبيتي أسفه من عزوف كثيرين من الوجوه الثقافية عن التسجيل في جمعية النادي، وقال: الكلام الذي يجري عن العزوف ملفت جدا للنظر، وتمنيت أن الجميع شاركوا، وأنا تألمت أن الوجوه الثقافية المعروفة لم تشارك والتي تعتبر خسارة لنا جميعا، وللأسف لم أتقدم بسبب انشغالي وظروفي الخاصة وقت التسجيل، رغم رغبتي في ذلك.