اشتقت إليك يا أبي.. اشتقت لحنانك وحبك واهتمامك.. الذي أعرف تمام المعرفة أنه ذهب معك.. ولن أجده مرة أخرى إلا عند لقائك إن شاء الله في الجنة.. فقد كنت خير أب وصديق.. أقسم أنني لم أمر بمحنة أو مشكلة إلا وكنت معي.. تساعدني.. وتساندني.. دونما أي شروط.. لذلك شعرت عند وفاتك بوحشة ووحدة كبيرة.. وأحسست وكأنني طفلة صغيرة تائهة تبحث عن والدها الذي كان دائما موجودا ليحتضنها.. ويهدئ من روعها.. ولكن للأسف هذه المرة لم أجد سوى أيدي الأقارب والمعزين.. يحاولون تهدئة ألم الفراق الذي لم ولن ينتهي بالنسبة إلي.. وذلك لأن فراق شخص مثلك لا ينسى، فأمثالك يزيد حبهم والشوق اليهم كل يوم، وفي كل موقف، فقد كنت معلمي في طفولتي، وصديقي في مراهقتي، لم تستخف يوما بمشاعري، وآرائي، كنت أشعر أن فروق الأعمار تذوب مع شخص مثلك، فقد كانت عندك تلك الملكة في إشعار كل شخص حولك بأنه هو الأهم بالنسبة إليك، والله إني لا أكذب عندما أقول: إنني كنت أشعر أنني كالملكة وأنا اتحدث إليك، أنا الطفلة والشابة التي لم تكتسب أي شيء من ثقافة هذه الحياة بعد.. كنت تستمع لآرائي بانتباه شديد، وتعطيني حقي في إبداء رأيي.. يا لك من أب وأخ ورجل وزوج رائع. وأخيرا.. لا يسعني سوى أن أقول: أحبك.. وسأظل أحبك إلى أن يبلغنا الله عز وجل لقاءك في الجنة لأقول لك: «أحبك أبي». غالية محمد عبده يماني