اليوم الحزين الأحد 19/10/1429ه تعذر في رحيلك ماذا أقول؟ فالكلام بعدك مستحيل، في المواقف الصعبة على الإنسان تعجز الكلمات ولا يمكن استحضارها بسهولة، خاصة عندما تتحدث عن فقدان أعز وأغلى الناس رغم اتساع معانيها فلكم أن تتخيلوا هذا الموقف الرهيب الذي أنا فيه. بين عشية وضحاها فيك أيها اليوم الحزين رحل من حياتي فجأة أبوي (منصور) وترك خلفه مئات الذكريات التي تملأ القلب والعقل، ولو حاولت جمع صفاته ومدحته في قصائد لما استعدت لها كتب الدنيا وما وفت والدي حقه. والدي الغالي، لقد مضى على وفاتك عام كامل، وهل تصدق يا والدي أني خلال أيامك الطويلة لم أرك فيها ولم أسمع صوتك بها، مرت الشهور والأسابيع والأيام والساعات والدقائق والثواني، مرت وأنت في ذهني وقلبي وحياتي حاضر فلم تفارقني ثانية، أنا أحاول أن أصبر نفسي على هذا الواقع الأليم. أبو منصور كما أحب أن أناديك حارت كلماتي كيف توصف لك مدى حزني وألمي وشوقي وحبي لك لأني كلما حاولت أن أقف أمام إحساس وشعور من مشاعري أجد أن الشعور الثاني أقوى، اشتقت لك يا والدي... اشتقت لابتسامتك... اشتقت لحنانك... اشتقت لسؤالك عني... اشتقت لأن أناديك أبوي منصور.. اشتقت لوجودك بيننا أنا وإخوتي لكني أين أنت مني الآن.. أنا يا والدي أعرف مكانك فين وأين، ولكن مع ذلك أردد وأسأل دائما أبوي منصور أين أنت؟ مع أني على علم ودراية بأنك في مكان أحسن ودنيا بإذن الله أجل من دنيانا الفانية فأنت عند أرحم الراحمين رب الكون العظيم. أحبك يا والدي أحبك يا أعظم من سكن فؤادي وتعلقت به نفسي، كلما مرت الأيام يا والدي زاد شوقي وزاد حبي وحنيني وتعلقي بك ولكن ما باليد حيلة جعل ربي يرزقك جنات الخلود. أبوي منصور، في داخلي لك معان وأحاسيس كثيرة لا أستطيع التعبير عنها لأني مهما قلت ومهما كتبت لن تنتهي ولكن لا أستطيع إلا أن أقف أمام كلمة واحدة هي دعوة صادقة لك مني للأبد أسأل فيها الله العلي القدير رب العرش العظيم أن يجعل سكناك الفردوس الأعلى، وأن يرزقك مرافقة نبيه الكريم، وأن يجبر كسرنا، وأن يصبرنا على فراقك يا أغلى ما في الكون، أحبك للأبد. ابنتك: غادة منصور عبد الغفار