شهدت مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة بعض الأخطاء التي لو تم تداركها لأصبح أكثر قوة وحماسة، في اللقاء الذي انتهت جولته الأولى من كأس السوبر الإسبانية بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في ملعب سانتياغو بيرنابيو في مباراة أعادت للأذهان لقاءاتهما قبل ثلاث سنوات أو أكثر، عندما كان الفريقان يلتقيان دون تحفظ أو خوف أحدهما من الآخر وومنالأخطاء : عدم استغلال السيطرة أظهر ريال مدريد في النصف ساعة الأولى من المباراة أداء مميزا، في ظل تراجع غريب من لاعبي برشلونة، واستطاع الفريق الملكي تسجيل هدفه الأول عبر الألماني مسعود أوزيل في الدقيقة 12 من المباراة، بعد إضاعة عدد من الفرص السهلة لتسجيل الأهداف. هذا الهدف زاد في تراجع برشلونة وتقدم الريال، لكن أبناء مورينيو لم يستفيدوا من تفوقهم في تلك الفترة، وبدوا متراخين قليلا، وكان بإمكانهم تسجيل هدف ثان على الأقل لقتل المباراة والقضاء على آمال برشلونة في تحقيق نتيجة إيجابية في البيرنابيو. خط الوسط مختلف شهد منتصف ملعب برشلونة أداء ضعيفا لم يعتد عليه عشاق ومتتبعو النادي الكاتالوني في السنوات الأخيرة، وهو الخط الذي يعتبر مصدر قوة الفريق، لكن أداءه في مباراة الأحد جاء مخيبا كثيرا، والسبب بالطبع غياب تشافي هيرنانديز عن اللعب أساسيا بسبب الإصابة التي تعرض لها مع المنتخب. لكن غواردويلا عاد وأقحم المايسترو في المباراة، وبدا مرتاحا جدا ويلعب دون أن تبدو عليه آثار الإصابة، وأعاد إلى وسط الملعب جزءا من حيويته، لكن مغامرة بيب كادت أن تنهي اللقب في البيرنابيو لو كان دفاع ريال مدريد يقظا قليلا ومنع دخول الهدفين اللذين جاءا بهفوات دفاعية وبهجمتين وحيدتين لبرشلونة. خروج بنزيمة قدم اللاعب الفرنسي الشاب واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق منذ قدومه إلى ريال مدريد، وصنع الهدف الأول لزميله أوزيل وكان قريبا جدا من التسجيل في أكثر من مناسبة، لولا تألق الحارس فيكتور فالديز الذي تصدى لأكثر من هدف محقق من بنزيمة. لكن مورينيو اتخذ قرارا غريبا بعض الشيء بإخراج بنزيمة الذي لم يبد عليه أي علامة تعب أو إرهاق، وأدخل مكانه هيغواين الغائب منذ فترة طويلة عن أجواء المنافسات بسبب الإصابة، وبخروج بنزيمة فقدت حلقة من حلقات خط المقدمة الذي بدا التفاهم واضحا فيه بوجود رونالدو وأوزيل وبنزيمة. تأخير نزول كوينتراو أشرك البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد مواطنه الوافد الجديد إلى النادي الملكي فابيو كوينتراو في الشوط الثاني من المباراة، لزيادة الكثافة الهجومية للفريق، بديلا للألماني سامي خضيرة. ورغم حداثة عهده بالفريق، إلا أنه أظهر براعة وحركة دائبة في الملعب هجوما ودفاعا، لذا كان من الأولى أن يدخل بوقت أبكر مما دخل فيه، لأن خضيرة يميل إلى الدفاع أكثر من الهجوم، وفي ظل التراجع المثير لبرشلونة، فإن دخول كوينتراو كان سيخلق لهم مشاكل أكبر أمام المرمى. بطء فيا غوارديولا أيضا أخطأ بتأخير دخول بيدرو رودريغيز بديلا لفيا، فرغم أن الخفاش السابق سجل هدفا متقنا في مرمى كاسياس، إلا أن تحركاته كانت قليلة أو شبه معدومة، ولو تسجيله للهدف، لشك الجميع بوجوده في الملعب، لكن دخول بيدرو حرك الجانب الأيسر لبعض الوقت، وشكل إرباكا لدفاعات ريال مدريد في بعض الأوقات. دفاع مرتبك أدى ريال مدريد مباراة مميزة في الوسط والهجوم، لكن الأداء الدفاعي لم يكن مطمئنا، وكان الارتباك واضحا عليهم خصوصا عند استلام ميسي للكرة، رغم أن الفتى الأرجنتيني أنهى الشوط الأولى دون أن يلمس الكرة أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة، لكنها كانت كفيلة بصناعة هدف وتسجيل آخر. كما ظهر دفاع برشلونة كارثيا، والسبب جزئيا غياب بويول وبيكيه، فقد تلاعب مهاجم الريال بماسكيرانو وأبيدال، وكان الوصول للمرمى وخلق الفرص سهلا على بنزيمة ورونالدو وأوزيل، لكن حتى مع دخول بيكيه، لم يتغير الوضع كثيرا وكاد ريال مدريد تسجيل هدفين أو ثلاثة.