من جديد، الجزارون يفتكون بالمرضى، أحد أطباء مستشفى الولادة والأطفال في حائل «وعن طريق الخطأ أو الإهمال أو ضعوا ما تريدون من صفة» قطع أذن طفل بالمشرط الجراحي أثناء قيامه بعملية لفتح رحم والدة الطفل. المستشفى لم تسكت عن هذا الجزار كما قالت «جريدة الجزيرة» في عدد الخميس الماضي، فقد قررت إدارة المستشفى حسم ثلاثة أيام على الطبيب كعقاب لقطع الأذن. الجزار أعني الطبيب نفسه كان قد خدش الخد الأيمن لطفل واكتفت إدارة المستشفى بالحسم عليه أربعة أيام، وكان التقرير الإداري منشورا في جريدة الجزيرة حتى لا يتهم الإعلام بأنه يشوه الجزارين. الخبر لم يتحدث عن «الهيئة الطبية الشرعية»، وهل اجتمعت لتحدد التعويض، أم ما زالت تحقق في الأمر، إن كان الطبيب هو من فعل هذا أم المولود هو من فعل هذا ليتبلى على الجزارين؟ وهذا حسن، فما الذي سنتوقعه من الهيئة طالما حياة إنسان دفع تعويض 50 ألفا، فمن المؤكد أن دية الأذن لن تتجاوز بضعة آلاف وليعيش الطفل مع عاهته طوال حياته، وليحمد ربه أن الجزار لم يقطع رقبته. قلت من جديد الجزارون يفتكون بالمرضى، ومن جديد تلح علينا مسألة التعويض والدية، فهذا الطبيب في خطئه الأول حسم عليه أربعة أيام، وفي خطئه الثاني حسم عليه ثلاثة أيام، وربما بعد الخطأ الخامس سيتم مكافأته طالما العقوبة ليست تصاعدية، مع ملاحظة تفاهة العقوبة، فهل الإنسان مازال تافها عند الجزارين وهيئتهم الطبية؟ والأهم متى ستنتصر وزارة الصحة ووزارة العدل أو السلطة التشريعية «مجلس الشورى» للإنسان في السعودية، فلا تتركه يواجه المستشفيات والجزارين وحيدا، يفعلون به ما يشاءون، وإن قطعت أذنه فالعقوبة لن تتعدى خصم ثلاثة أيام وإن كررها ستقل العقوبة، فيما الإنسان سيحمل ذاك التشوه طوال حياته، ليذكره أن لا قيمة له عند الجزارين؟. [email protected]