يرفض الفنان الشاب قصي خولي تأطير نفسه في أدوار محددة وقوالب جاهزة من الشخصيات، فبعد نجاحه العام الماضي في دور (يعرب) من خلال مسلسل «تخت شرقي»، ها هو يغير المسار هذا العام بتجسيده شخصية (جابر) الشاب الفقير المعدم في مسلسل «الولادة من الخاصرة» الذي تعرضه قناة أبوظبي الأولى في رمضان، عن نص للكاتب سامر رضوان ومن إخراج رشا شربتجي. مع قصي خولي كان الحوار التالي حول تفاصيل دوره الجديد: • ماذا عن شخصية جابر التي تؤديها في مسلسل الولادة من الخاصرة؟ جابر واحد من الشخصيات التي تنتمي إلى البيئة الفقيرة أو ما يسمى بالعشوائيات وهو يعاني عددا من المشكلات والخلافات الأسرية ويتهم بالسرقة، ويتطلع لإثبات براءته أمام أهل حارته ووالده بالتحديد، وأعتقد أن هذا الدور يعطي الممثل مساحة كبيرة من الإبداع وهو من الشخصيات الجديدة غير المكررة. • ما الاختلاف الذي يقدمه هذا العمل في معالجة مشاكل العشوائيات عما قدم في مسلسلات كثيرة سابقة؟ في المسلسل خطوط متعددة تتناول طبقات المجتمع المختلفة والعشوائيات إحدى هذه الخطوط، وفي الولادة من الخاصرة يتناول الكاتب سامر رضوان التفاصيل بدقة ويدخل في نسيج العشوائيات ليقدم نماذج حقيقية غير مقحمة، فطالما رأينا أعمالا تقدم العشوائيات بأنها أماكن للفساد والرذيلة أما في عملنا هذا فالمقولة مختلفة نحن نقدم قراءة جديدة وقصصا لم يتطرق إليها الآخرون. • إلام يوحي عنوان «الولادة من الخاصرة» بالتحديد؟ العنوان يشرح نفسه بنفسه، ويحكي عن صعوبة الأشياء وصعوبة الحياة ومشاكلها العصية على الحل التي تشكل عبئا ثقيلا على الإنسان، كما هي الصعوبة التي يمكن أن نتخيلها لولادة تأتي من الخاصرة، هو باعتقادي عنوان جذاب يشكل صدمة إيجابية للمشاهد وأنا أراه عنوانا موفقا ومناسبا للأحداث. • حين تجتمع المخرجة المعروفة بجرأتها رشا شربتجي والكاتب سامر رضوان الذي بدا لنا جريئا منذ عمله الأول لعنة الطين، فماذا يعني ذلك في رأيك؟ هذا يعني أننا أمام عمل متميز، فرشا شربتجي معروفة بأنها سباقة في تناول الموضوعات الجريئة، وتملك رؤية متجددة دائما في اختيارها للنصوص وفي إدارتها للعمل ككل، أما سامر رضوان فرغم حداثة عهده إلا أن إحساسي أنه قد قضى زمنا كبيرا في مجال الكتابة الدرامية، فأنا أعتبره من الكتاب أصحاب المنهج والرؤية والرسالة الاجتماعية والإنسانية. • بين يعرب تخت شرقي وجابر الولادة من الخاصرة، أين تلتقي الشخصيتان وأين تختلفان؟ هما شخصيتان لا تلتقيان أبدا وربما يكون القاسم المشترك بينهما أن قصي خولي هو من قام بتأديتهما، وأعتقد أن قيمة شخصية جابر تكمن في أنها بعيدة تماما عن كل ما قدمته سابقا وطوال مسيرتي الفنية وأنا مستمتع بها كثيرا. • هل يعني ذلك أنك تغامر بهذه الشخصية؟ أنا بطبعي أحب المغامرة ودقيق في انتقاء الأدوار والشخصيات التي ألعبها، وعملنا هذا كله عمل فيه الكثير من المغامرة، لكونه يقدم معالجة جديدة ورؤية مختلفة ورسالة مهمة وجادة. • وجودك الدائم ضمن خيارات المخرجة رشا شربتجي، هل من سر وراءه؟ أنا من جانبي أتمنى دائما العمل تحت قيادة هذه المخرجة فهي كما أسلفت مخرجة جريئة ومتميزة ومن المخرجات القلائل التي تعتني بالنص والصورة معا، وقد بدأت العمل مع رشا منذ كانت مخرجة منفذة في أعمال والدها المخرج هشام شربتجي، وحتى هذه اللحظة أشعر أنني أبدو متجددا كلما عملت معها في مسلسل جديد. • في السنوات الأخيرة بدأ نجمك يسطع وتتصاعد نجوميتك شيئا فشيئا، هل من وصفة سحرية تقف وراء ذلك؟ اعتقد أن النجاح يحتاج إلى مقومات وأرضية ملائمة، فلا يمكن لي أو لغيري من العاملين في هذا الوسط أن يحققوا النجومية بدون تراكم النجاحات والأدوار الجيدة التي تحقق للفنان أرضية صلبة تجعله مقبولا لدى الجمهور، وعلى الممثل أن يجتهد أيضا حتى يستطيع الوصول إلى المكانة التي يطمح إليها.