كثفت قوات الجيش السوري هجماتها على مدن وسط البلاد ومدينة دير الزور الحدودية مع العراق. وقال ناشطون إنه كان يمكن رؤية الجثث في شوارع دير الزور، من دون ان تجد من ينقلها الى المستشفيات، متحدثين عن «حالة رعب» يعيشها السكان الذين لا يستيطعون مغادرة منازلهم لقضاء حوائجهم. وافادوا ان ما لا يقل عن 17 مدنياً قتلوا امس في المدينة. في موازة ذلك، شنت قوات الامن السورية هجوماً على ريف حماة ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة، بينهم اطفال. كما قام الجيش بعمليات في ادلب ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل. وجاء ذلك فيما دعا الناشطون السوريون على صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع «فايسبوك» وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى زيارة مسجد «حي الميدان» في دمشق للصلاة بعد الافطار من اجل ان يستمع الى مطالب المحتجين. وعن التطورات في دير الزور، قال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلاً عن ناشطين على الارض ان 17 مدنياً قتلوا برصاص قوات الامن في المدينة الواقعة شرق سورية. وقال المرصد ان «15 شخصاً على الاقل قتلوا في عدد من احياء دير الزور التي تهاجمها الدبابات والآليات المزودة برشاشات ثقيلة». وكان شخصان آخران قتلا صباح امس. وأضاف ان «الجثث في الشوارع. الدبابات في ساحة الحرية التي شهدت تظاهرات حاشدة» في الاسابيع الاخيرة، مشيراً الى «اعتقالات واسعة» في هذه المدينة الواقعة على بعد 430 كلم شمال شرقي العاصمة. وتابع ان «اطلاق النار يسمع في اكثر من منطقة والنيران استهدفت مستشفيين». وقال المرصد ان «بعد سماع اصوات اطلاق النار الكثيف في احياء الحويقة والقصور والجبيلة صباح اليوم (الثلثاء) وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجروح اصيبا بها». وأفاد عن «عمليات مداهمة واعتقالات تنفذ الآن في حي الحويقة اسفرت حتى هذه اللحظة عن اعتقال 17 شخصاً». وذكر احد السكان إن رتلاً من المدرعات توجه إلى وسط دير الزور واقتحم الجنود المنازل وقاموا باعتقالات في اليوم الثالث من هجوم استهدف عاصمة المحافظة الواقعة في منطقة نفطية. وأضاف: «إنهم الآن على مسافة نحو كيلومتر من وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون إلى أخرى». وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان احد احياء دير الزور شهد منذ الصباح اطلاق رصاص كثيف. وقال المرصد في بيان ان «صوت اطلاق الرصاص الكثيف يسمع في حي الجبيلة منذ الساعة السادسة والربع صباحاً مع ورود معلومات للاهالي بأن السلطات الامنية والعسكرية ستنفذ عمليات مداهمة في حي الجبيلة». وقال احد السكان اول من امس إن 65 شخصاً على الأقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومدرعات المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من دمشق يوم الأحد. وقال المرصد السوري ان من بين القتلى أماً وطفليها وامرأة عجوز وفتاة صغيرة. إلى ذلك، قال نشطاء سوريون إن قوات امن قتلت خمسة مدنيين على الأقل في هجمات على قرى محيطة بمدينة حماة المحاصرة ليمتد بذلك هجوم بدأ قبل عشرة أيام على المدينة إلى الريف القريب. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن خمس جثث نقلت إلى مستشفى الجواش في بلدة طيبة الإمام شمال حماة بينها جثتان لطفلتين من نفس العائلة وهما عفراء محمود الكناص وتبلغ من العمر ستة أعوام وسناء أحمد الكناص وتبلغ من العمر 11 عاماً. وأفاد محامٍ بالمدينة «انتشرت خمسون دبابة في محيط حلفايا وطيبة الامام شمال حماة وقتل مدنيان». وبدأت وحدات من الجيش السوري ليلة اول من امس بالانسحاب من حماة كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة «ان وحدات الجيش التي كلفت اعادة الامن والاستقرار الى مدينة حماة بدأت بالخروج منها بعد انجاز مهمة نوعية تجسدت في حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة التي عاثت فساداً وتخريباً وقطعت اوصال المدينة وعطلت دورة الحياة فيها الى ان تدخلت وحدات الجيش وتصدت بدقة ومهنية عالية لاولئك الارهابيين والقت القبض على عدد منهم لتقديمهم الى العدالة». وفي محافظة ادلب شمال غرب سورية والقريبة من تركيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن والجيش السورية اقتحمت بالدبابات امس بلدتي بنش وسرمين في ريف ادلب ما ادى الى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وقال المرصد في بيان ان «عشرات الدبابات وناقلات الجند المدرعة اقتحمت بلدات بنش وسرمين وبدأ اطلاق نار كثيف فيهما سمع في القرى المجاورة». وأضاف ان «العمليات العسكرية والامنية التي تنفذها القوات السورية في مدينة بنش اسفرت عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى جراح خمسة منهم حرجة». وأشار المرصد الى ان تظاهرات حاشدة تجري في بلدة بنش منذ بدء حركة الاحتجاجات. وأفاد ان «دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان عند الساعة 5.30 (3.30 تغ) ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة واسفرت عن اعتقال العشرات حتى الآن». وقال المرصد ان عشرين دبابة انتشرت على المدخل الشمالي الغربي لمدينة سراقب وتمركزت في الاراضي الزراعية في منطقة ادلب. مضيفاً «يخشى الاهالي ان تكون مقدمة لعملية عسكرية في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية للمطالبة باسقاط النظام». كما انتشرت بجوار مدينة سرمين 13 دبابة وفق المصدر نفسه. من جهة ثانية، اكد المرصد السوري ان مدينة حمص وسط سورية شهدت ليلة اول من امس تظاهرة حاشدة في شارع الملعب الرئيسي شارك فيها اكثر من 15 الف شخص رددوا هتافات تنتصر لحماة ودير الزور وتطالب باسقاط النظام. وتعرضت بلدة الحولة التي تقع على بعد 20 كلم من حمص «لقصف بالدبابات منذ نصف ساعة وبدأ سكانها يفرون» وفق ما افاد شاهد عيان. وأضاف ان السلطات «قطعت المياه والكهرباء وخطوط الهاتف عن البلدة منذ الصباح. ينفذ الجيش عمليات مداهمة ويذلون الرجال امام اسرهم ويعتقلون الشباب الذين تزيد اعمارهم على 15 سنة». وصباح الاحد دخلت 25 دبابة وناقلة جند الى الحولة ونفذت عمليات عسكرية اوقعت عشرة قتلى كما اعلن عبدالكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان. وفي حي الزمالكه وفي عربين قرب دمشق منعت اجهزة الامن السيارات من المرور. وقال السكان ان الاتصالات قطعت منذ الصباح في الزمالكه. وكان المرصد السوري قد تحدث عن مقتل ثمانية اشخاص برصاص قوات الامن بينهم الناشط السوري البارز معن العودات في درعا جنوب سورية. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد ان الاجهزة الامنية السورية «اغتالت معن العودات الذي كان يشارك في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على ايدي اجهزة الامن»، موضحاً «انه استهدف في الراس». وأضاف ان شخصين آخرين من المشيعين سقطا ايضاً برصاص قوات الامن.